بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغفار عقب رمضان، وعقب كل عمل صالح.
الاستغفار، طلب المغفرة من الله -سبحانه وتعالى-
وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَمحمد: 19.
إنه مشروع لختام الأعمال الصالحة
لذلك إذا سلم المصلي من صلا ته قال: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله،
وإذا انتهى المصلي بالليل من قيام الليل فإنه يستغفر فيما تبقى قبل الفجر وهو وقت السحر
كما قال الله: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِآل عمران: 17.
وكذلك في الحج إذا أفاضوا من عرفات والمزدلفة يستغفرون الله لماذا؟
لأن العباد لا بد لهم من نقص مهما عملوا من الأعمال فعندهم نقص
، فكيف إذا كان العبد مفرطاً مقصراً عنده معاصٍ وسيئات؟
فإنه يحتاج للاستغفار كثيراً بعد العبادة.
فها قد انقضى شهرنا وبقي علينا أن نسأل الله القبول،
وأن نطلب منه المغفرة،
الاستغفار -يا عباد الله-، الاستغفار للتقصير الذي حصل،
الاستغفار للسيئات التي فعلت،
الاستغفار لما حصل من النقص في العبادة، ولما حصل من معصية الله والذنوب فيها.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأنصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر،
فإن صدقة الفطر طهرة للصائم من اللهو والرفث.
ولذلك ينبغي أن يُخْتَم شهرُ رمضانَ بالاستغفار؛ فهو يكمِّل الصيام، ويرقِّع ما تخرَّق منه باللغو، والرفث.
قال ابن رجب رحمه الله: "ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقِّعه؛
فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقَّع فليفعل"
وعن ابن المنذر رحمه الله قال: "معنى ذلك: أن الصيامَ جُنَّةٌ من النار ما لم يخرِقْها، والكلام السيِّئ يَخْرِقُ هذه الجُنة،
والاستغفار يرقِّع ما تخرَّق منها".