فطر الله الإنسان على الاستكشاف، وحب التعلم والمعرفة.. ولهذا، يبدأ الطفل عادة فى عمر (3- 4) سنوات بتوجيه الأسئلة للأم عن كل ما حوله: لماذا تفعلي هذا؟ ما هذا؟ ومن أين جاء؟ ولماذا؟
وقد يضيق صدر الأم ويقل صبرها على الطفل، فتثور عليه وتتهمه بالإزعاج وتثبط همته حتى يسكت عن أسئلته، أو تلقي عليه بأمر السكوت فيظل حائرًا لسؤال لم يجد له إجابة، وأيضًا لتصرف الأم وتعنيفها إياه!
ولا شك أن الأم كثيرًا ما تكون متعبة، وأحيانًا لا تكون لديها الإجابة عن سؤال الطفل.. فتلجأ إلى الهرب منه، أو تحاول إسكاته.. لكن من الخطأ أن تعنف الطفل على سؤاله، أو تتركه بلا إجابة.
وننصح الأم والمربين أن ينظروا إلى أسئلة الطفل على أنها جزء من عملية التعليم والتربية، وتوسيع مدارك الطفل.. ولهذا، من المهم الإجابة عن أسئلة الطفل وبشكل معقول مبسط، وإعطاؤه قدرًا من المعلومات بما يكفى حول الأمر محل السؤال دون الدخول فى التفاصيل.. حتى لا يلجأ للبحث عن مصدر آخر للمعرفة، كالدخول على مواقع غير موثوق بها على شبكة الإنترنت، أو المعرفة من الزملاء والأصدقاء الذين لا يتمتعون بالخبرة والمعرفة، فيضلون جميعًا.
أخى المربي: كن منفتحًا على ابنك، أجب عن تساؤلاته فى الصغر حتى يجيب عن تساؤلاتك فى الكبر، ويكون منفتحًا عليك لا يخفى من أموره شيئًا، فالصداقة من الصدق.. وصادق ابنك يصدقكوإذا كان الإسلام لا يضجر من أي سؤال، مهما كان.. بل يشجع العقول على التفكر والتدبر والنظر في ملكوت السماوات والأرض، ويأمر بالسير في الأرض لاستخلاص العبرة والدرس، في مثل قوله تعالى: {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ} (يونس: 101).. فإن هذه التوجيهات لا بد أن يضعها المربون في برامجهم منذ الصغر، بل عليهم أن يعلّموا أطفالهم فن السؤال، ويشجعوهم على طرح الأسئلة..
إن تعويد الطفل على التساؤل، والاستجابة لحب الاستكشاف عنده، وعدم كبت ذلك.. من شأنه تفتيح عقله، وتعويده على التفكير، وعدم كبت عقله ومشاعره.. وهذا، من ناحية أخرى، يحقق التواصل والتفاعل بين الطفل والمربي، بدلاً من لجوء الطفل للغير، أو كبت مشاعره وأفكاره..
التساؤل أولى الخطوات على طريق المعرفة والعلم، وعلينا أن نشجع أطفالنا على ولوج هذا الطريق، وأن نفتح لهم نوافذ التفكر والتدبر..
فتجاوب مع أسئلة طفلك، بما يناسبه.. ولا تهرب منه، أو تسفِّه ما يطرحه..