أُقابِلُ بالرِضا نوائِبَ دَهري
فأَصبِر و اللهُ يُحِبُ الصابرين
فما نفدَتْ يوماً بُحورُ صَبري
أأيأسُ؟ و رَبي أرحمُ الراحمين
و ملامَتي إنْ لاحتْ يوماً لمسْمَعي
كظَمْتُ غَيْظي و كنتُ منَ الصافحين
فَأَخي و إنْ أَحلَّ أَكْلَ لَحْمي مَيْتاً
فَلنْ أكونَ يوماً للَحمِهِ منَ الآكِلين
و إنْ أَخذتْني العِزةُ بالإِثمِ يوماً
عُدْتُ إلى رَبي و كنتُ منَ التائبين
و ذُنوبي إنْ عَظُمتْ عليَّ دَهرا
كنتُ بالأسحارِ منَ المُستغفرين
و منْ يغفِرُ الذُنوبَ إلا أنتَ سُبحانكَ
و مَنْ إياهُ نعبُدُ و إياهُ نسْتَعين
وصَومي و صَلاتي أداومُ عليهِما
و برُ والديَّ حقٌ عليَّ ليومِ الدين
ربِ ارحمْهُما كَما رَبياني صَغيرا
و احفظْهُما بعينِك سِنينَ و سِنينَ
و لا أجْزَعُ يوماً إنْ قُدِرَ رِزقي
فرِزقي عليهِ و هوَ خيرُ الرازقين
و كيفَ أَجزَعُ و قدْ وعَدَني رَبي
جَزاءٌ للصبرِ بعدٌ العُسْرِ يُسْرين
فصَبراً آلَ نائِلٍ على ما حلَّ بِنا
فمَوْعِدُنا الجَنةُ نِعْمَ دارُ المحسنين
دَوامُ الحالِ منَ المُحالِ و الدُنيا
و إِنْ قَستْ فَلا بُدٌّ لَها مِنْ أنْ تَلين
فالدُنيا دارُ عُبورٍ فيها نحنُ مُخيرون
أنَشكُرُ أمْ نَكفُرُ و العاقِبةُ للمُتقين
فَيا ربُّ اجْزِ كلَّ منْ سَندني خَيرا
و عَوّضْهُ سِعةً في المالِ و البَنين
و سامِحْ يا ربُّ كلَّ مَنْ أساءَ إليَّ
و اصْفَحْ عنْهم فلَسْنا بمَعْصومين
و انتقِمْ رَبي مِمن تعدَّى حُدودَك
و أَشغِلْهُ في نَفْسِهِ و أَذِقْهُ الجَّحيم
و نَجِّني مِنْ كَيدِهمْ فأَنتَ مَن قالَ
كذلِكَ حقاً عَلينا نُنْجِ المُؤْمنين
و عَجِّلْ يا ربُّ بِلَمِ شَمْلي و أهْلي
و اجْعَلْنا بحفظِكَ سالمينَ غَانمين
و أَبْدِلْني بمِحْنَتي خَيراً و يُسرا
و اجْعلْني رَبي دَوْماً مِنَ الشاكِرين
فَها أنا يا ربُّ أدْعوكَ فاسْتَجِبْ لي
و اغْفِرْ لي و اجْعَلْني منَ الراشِدين
و يا قارئَ نظْمَي صَلِّ على أحمَدٍ
و اختِمْ مُرورَكَ بكلمةِ آمين