كانت ضربة موجعة لكل العائلة الكبيرة حينما قرر وسيم و دون سابق انذار وقف مراسيم الزواج من ابنة خاله بسمة ، قرار غير مفهوم تسبب في قطيعة رحم مدة 17 شهر لم يفلح في كسرها لا اعياد و لا مناسبات افراح ، لكن حدث اليوم كان اقوى فهادم اللذات قد اطاح بالرأس الكبير و كان الاجتماع حتمي، كما انّ غبار النسيان قد مارس هوايته و غطى الجراح و الاحقاد أو كما يبدوا .. كان اليوم الثالث من العزاء عندما كانت النسوة تحضر لآخر رتوشات فض الجمع بصدقة من جفنات كبيرة من الكسكس باللحم حينما إلتقت عيون بسمة بنظرات سلمى ترقبها عن بعد .. ظلّتا واقفتان فترة تنظران لبعضهما مباشرة دون اي حركة او تصرف أو كلام و كأنهما في تحدي انزال اعين . " هذه هي انت إذن ، الأنثى التي استبدلني بها وسيم الوغد ! هكذا قالت في سرها بسمة و اردفت : ليست بالأجمل مني ، آااه فقط لو أعرف ماذا حدث بالضبط أقسم انني سآخذ بثأر عزة نفسي بقسوة " , في الجهة المقابلة كانت انفاس سلمى سريعة و هي تَدفِق كلمات بداخلها تهزّها " هذه هي انت إذن ، الانثى الذي طالما نادني زوجي بإسمها بالخطأ ، بسمة بسمة بسمة تبا له من إسم اطفأ شعلة سعادتي " ، اشتد صراع الأعين و امتد واسعا حينما وصل فجأة وسيم لينقل جفنات الكسكس للمعزين ، لقاء في دقيقة و كأنه امتدّ بطول النهار ، نظرات متبادلة في كل الاتجاهات تحمل أطنانا من الكلام ...
عيون بسمة مصوّبة لوسيم : " لماذا وسيم ،لماذا فعلت بي هذا ؟؟؟؟ بنبرة قهر صامتة " .
عيون سلمى مصوّبة لوسيم : " لماذا وسيم ،لماذا تفعل بي هذا ؟؟؟؟ بنبرة آسى صامتة "
وسيم : فقط الصمت العميييييق و الارهاق .