في المقهى
أنا والرفاق ..
وأحاديث شتى
في الشعر والأدب
في العشق والعشاق ..
في صدفة الأقدار
كيف تجمع
ولوعة الإفتراق ..
وبينما نتبادل الحكايا
في ودٍ واتفاق ..
إذ بعطر يتهادى
هيج وجداني
أربكني
قيدني بلا وثاق ..
فرُحت أنظر حولي لعلي
ألمح لصاحبته إشراق ..
وعند الباب لمحت طيفاً
لا .. لمحت بدراً
بدراً يحتل المقهى
في صبحٍ براق ..
يا ويلي
هي عند الباب لا زالت
ويجذبني عطرها السباق ..
...
إلى طاولة أمامي جلست
والساق على ساق ..
يعلماني في صمت
فن الرشاقة والعناق ..
وطلبت كأساً من الليمون
فتصارع الليمون
إلى الكؤؤس في اشتياق ..
...
يتنافس في أذنيها قرطان
إن مالت ذات اليمين
قبلها ذاك اليسار
متلهف مشتاق ..
وإن مالت ذات اليسار
لثمها ذاك اليمين بإحتراق ..
...
لها عيون مدججة الرموش
قتالية الأحداق ..
بنظرة تقيم الحرب
برفة تضرب في الأعماق ..
وحين أدركت
دوراني بفلكها تبسمت !
ويلااااااااه من شفتين
من عسلٍ رقراق ..
...
ويسقط قرطها ذاك اليسار
ثملاً من عطرها الغداق ..
فتنشغل عني
بحثاً عن قرطها المفقود
وأنا أحسد المفقود
وصاحبه الذي باق ..
...
لم أدري كيف جئتها
وقرطها ينبض في يدي
شوقاً دفاق ..
وقلت هذا أسيرك الثمل
عاد حين استفاق ..
فمدت كفها تلتقطه
في حنو واشفاق ..
فقلت لها : أتشفقين
على قرط ضاع منكِ
وأنا أضعت في تفاصيلك
قلباً خفاق ..؟!!
فتبسمت ودعتني للجلوس
ودارت أحاديث شتى
في الشعر والأدب
في العشق والعشاق ..
في صدفة الأقدار
كيف تجمع
ولوعة الإفتراق ..
في المقهى وحيث كانت
بعطرها وقرطها
بكل ما فيها
نسيت العالم
ومتى غادر الرفاق ..!