معجزة الاهيه

في قرية صغيرة على ضفاف احد الأنهار , دقت أجراس البرج الذهبية لتعلن بدايه يوماً جديد ,
كانت أصوات الطيور قد تلاشت في هذا الوقت من العام , فالخريف قد شارف على الانتهاء .
استمعت مارغريت لتلك الاصوات وعادت للنوم , من الجيد ان تنعم ببعض دقائق من الراحة كان هذا احتمالاً حلوا .
بعد دقائق قليله , سمعت مارغريت اختها الكبرى تناديها لتنزل لتناول الإفطار ,
نهضت في تململ , فتحت ستائرها المطلة على قلب القرية التي كانت لم تدب الحياه فيها بعد, نزلت الى الأسفل واتخذت مقعداً قريباً من المدفأة ,
اقتربت جانيت معها كوباً من الحليب وسلمته لماري .
_:اليوم سأذهب الى القرية المجاورة لأحضر بعض المستلزمات لفصل الشتاء , ماذا تحتاجين غير الذي ذكرته بالأمس ؟ ,
لقد ازداد طولك كثيراً هذا العام لا اصدق لقد اصبحتي بالثانية عشر ! ياللهي وكأنه الامس عندما حملتك بين ذراعي بعد ولاده امنا العسرة لك !
لقد كنت بالتاسعة حينها وكم سعدت بالحصول على أخت بعد كل تلك السنين .
عم الصمت من جديد , كم من المدهش كيف لجانيت ان تبدا احاديث الصباح دائماً وتنهيها من نفسها , مواضيعها عشوائية جداً ,
ولكنها تحب الحديث بطبعها , رغم سعادتها الغامرة بالحصول على اخت الا ان كونها بكماء كان محبطاً .
نهضت جانت من مكانها وصعدت الى الأعلى وماهي الا لحظات حتى هبطت مستعده وتحمل تلك الحقيبة الضخمة خلف ظهرها ,
كانت اختي فتاه طويله القامه بحق , تحمل الابتسامة الاجمل في العالم! او هذا ما اعتقده على أي حال.
اخذت اختي تلقي علي بنصائحها وتحذيراتها , لا تغادري المنزل الا في الصباح , اوصدي الباب جيداً ,
لابأس ان تلعبي بالغابة القريبة ولكن محالاً ان تذهبي بعيداً ! الخ .
بعدها غادرت بسلام مودعه , اخيراً بعض الهدوء , الجلوس وحيداً من حين الى أخر كان بديعاً .
نهضت وتناولت سلتي , كان موسم الخريف الوقت الأفضل لالتقاط الكستناء ,
توجهت الى الغابة القريبة , وفق تعليمات اختي كان التجول قرب النهر محظوراً ,
فصعدت الى الأعلى قليلاً فوق الجبل وما هي الا دقائق معدودة حتى وجدتني اطل على قريتي من الأعلى ! يالها من قريه ضئيلة حقاً ,
حتى اني كنت استطيع ان أرى القرية التي توجهت لها اختي هذا الصبح , احسست بحركة مفاجئة من خلفي ,
التفت يمنه ويسره بدون أي اثر لتلك الحركة , عدت الى التقاط حبات الكستناء , جيد لقد امتلأت سلتي .
فجأه عاد الصوت من جديد , كان صوت الحشائش من خلفي قريباً هذه المره , هنالك شيء يختبئ خلفها ! لكن لا اعلم ما هو ,
غالب الضن انه ارنب او غزال وما الى ذلك فالحيوانات المفترسة لا تتواجد في هذا الجزء من الغابة .
لم اكد اقترب من الصوت لأتفقد ما مصدرة حتى ترائا لي دباً بني ضخم الجثة ! تسنمت في مكاني , ياللهي !
تلك الهيئة ! لا شك انه الدب الذي قرئات عنه في الكتب انه مفترس! علي الهرب , اسقطت سلتي والتقطت انفاسي ,
اخذت ارجع الى الوراء وانا انظر اليه , كان واقفاً في مكانه , جموده افزعني ! وعلى حين غره , كشر عن انيابه , كانت تلك اشارتي للهرب ,
اخذت اركض بكل ما تسنت لي قدماي من قوه محاوله النزول من الجبل , احس به خلفي ! انه يلحقني ,
فجأة فقدت توازني واخذت اهبط من الجبل بعد سقوطي بفعل الجاذبية كان ذلك مؤلماً سقطت من اعلى الجرف الى النهر ,
اخذني التيار العارم معه , لم املك المقدره على المقاومة , وفقدت بعدها وعيي.

لا اعلم كم مر من الوقت على فقداني الوعي , ولكني استيقظت وقد حل الليل وكنت على اطراف النهر الجاري , لعلها دعوات اختي التي انقذتني من الغرق ! ياللها من أعجوبة
, نهضت واخذت انظر حولي , نظرت ونظرت وامعنت النظر , حتى بدأت بكائاً صامتاً وعيناي اغرورقت من الدموع ,
اين انا ؟ كان جزء لا اعلمه من الغابة , لا أضواء واضحة غير ضوء القمر , واصوات صراصير الليل كسرت الصمت العارم ,
جلست مخبئه وجهي بين ركبتي كان الياس قد دب في قلبي , اختي لن تعود قبل ثلاث أيام , ولا احد بالقرية يعلم اني قد ذهبت الى الغابة وقد يحسبوني ذهبت مع اختي !
ولا اعلم متى سيعود ذاك الدب المخيف الى الظهور من جديد , بقيت في مكاني حتى بدا الظلام يتلاشى , لقد حل يوم جديد ,
نهضت بعد ان تحسنت الرؤية بشكل جيد , استخدمت حدسي في التوجه الى القرية بعد ان تبعت المكان الذي اشرقت منه الشمس ,
كانت الأشجار عاليه جداً لتلك الدرجة التي كان ضوء الشمس خافتاً بالداخل , كان الهواء منعشاً ولكن بارد بشكل مهيب ,
كنت انتفض في كل خطوه , جائعه للغاية لا شيء يؤكل , بدأت احس بصداع شديد واناملي بالكاد احس بها ,
وجدت بقعه صغيره الأشجار كانت قليله فيها وكان هنالك ضوء كافي من الشمس , ارتميت تحته لكن لا فأئده ,
كان البرد قارصاً فلا فائدة تذكر من ضوئها الخافت , بدأت افقد الوعي لكن حاولت المقاومة , البرد والجوع والالم اجتمعت علي ,
لقد كانت نهايتي , هذه هي , سأذهب الى امي اخيراً , انا اسفه اختي , اسفه للغاية , سامحيني , سأتركك لوحدك , بدء شعوري يختفي ,
وفجئة احسست بخطوات قادمه نحوي ! اخيراً هناك احد لقد ارسل الاهي منقذاً لي ! التفت الى اثر الصوت , بسعادة !
لم يكن منقذي ,
لقد كان الدب .

نورت الموضوع اخي العراب
معجزة الاهيه WebOAEx++s44AAAAABJRU5ErkJggg==

» معجزة
» معجزة الإسراء
» طفل جزائري معجزة
» معجزة لا إله إلا الله
» معجزة المكياج