لوحة بيضاء
و قلم الفحم
و صورة باهتة لكِ تتراقص امامي
بابتسامة ساخرة تستفزني ! !
شهيق عميق
زفير على دفعات
محاولات كثيرة فاشلة
للسيطرة على النفس
لتجاهل ذلك الوجود
اخط خط صغير على اللوحة الماثلة امامي
ترتعش اصابعي
يرتجف القلم في يدي
و تزداد السخرية وضوحا في ابتسامتك
ينعقد حاجبي في غضب
و في اصرار اعاود الكرة من جديد
لـ ينتج عن القلم
خط متعرج
مشوه
لا يلوي على شئ ! !
قهقهة مرتفعة مزعجة
تحل محل ابتسامتك
ترتطم في قسوة بالجدران العارية
تكهرب ذرات الهواء ! !
يندفع جانبي النافذة في حدة
تفتح على مصراعيها
خصلات شعرك المتراقصة بفعل الرياح
و ضوء القمر الفضي
يشكلان هالة حول وجهك المبتسم
بينما تومض عيناكِ ببريق جذل ! !
ارهاق مفاجئ يدهمني
لا تحملني اقدامي
القي بلوحتي و فرشاتي
الى الارض
و اخلع عني المريول الملطخ بالالوان
امضي لزاوية الحجرة الضيقة
و في ضعف
اجلس على الارض
ساندا ظهري الى الحائط البارد
يترائى وجهك الان بشئ من القلق
لا يلبث ان يتحول لفزع
تشيرين الى يدي و ثوبي في رعب
تتحدثين بسرعة
لا اميز الكلمات
ضباب كثيف ينتشر في رأسي
و خدر يسري في جسدي
ينتابك الجنون
تمسكين بكتفي تهزينني
تجذبين خصلات شعري في قبضة يدك
و كلماتك اشبه بصرخات
تنتشلني من عالم اللاوعي ! !
بصعوبة
انتقل ببصري الي معصمي
تدهشني بقعة من الدم الاحمر القاني
تغرق الارض بجانبي و تلوث ثيابي
لا اذكر اني جرحت يدي ! !
يبتسم وجهك الان في حنان غريب
تمتد ذراعيك حتى اقصاها
تلتف حولي
تضمني اليكِ
و بلا وعي
بلا ارادة
القي برأسي المتعب فوق كتفك الصديق
تسبل اجفاني
و اغرق في سبات
بينما يهمس صوتك الدافئ
" يكفي هذا استرح الان"