هل تراها ؟!
تلك التي هناك
يطل البؤس من عينيها ، ساكنة
وكأن ملامحها تشحذ شيئًا
علّها تشحذ من العابرين فتات فرح
أو تسألهم عن سبيل غير سبيل الدموع
هل تراها ؟!
كم هيَ واهنة
لقد اقتلعت من نفسها شيئًا لتعطيَهم
تجاهلت نداء الحاجة في قلبها لتلبي نداءهم ،
مسكينةٌ هيَ ، داست على نفسها لترفعهم
أغنتهم بالسعادة ليتوسدها الفقر ،
لم تتوانى عن أن تقدّم في كل مرة جزءًا من ذاتها لهم
كانت في يوم من الأيام تركض هنا وهناك
تلبي نداء تلك وتناول مايريد لذاك ،
لم تلتفت لروحها المُتعبة وهم لم يكلفوا نفسهم عناء الالتفات لها
إلى أن صيّروها تلك
هل تراها ؟!
" تلك التي هناك "
تفترش قارعة الطريق ، نظراتها خاوية
لا تعرف منها هل الحياة من حولها قد ماتت
أم أنها هي التي قد فارقت الحياة
هل تراها ؟!
نحيلة وقد سلبوا منها لون البهاء
صيّروها إلى فتات
ما سألوا عنها وكأنها لم تكن يومًا عندهم هناك
هل تراها ؟!
تلك التي كانت يومًا على قيد الحياةْ .!!