رحله إلى بانس
قرر عبدالله ذو 21 سنه أن يذهب في رحله بحريه لتكون وجهته جزيره نائيه عُرفت فيما بعد بجزيرة بانس ركب المركب وكانت الشمس مشرقه والأمواج تُلاطم بعضها البعض والأجواء كانت تُفعم في القلب الراحه الراحه التي لم يتذوقها عبدالله مُنذُ سنوات أمتلك أحدث السيارات والبنوك تفيض بما لديه من أموال لكن عند النظر لأنعكاس وجههُ في الماء لا يرى إلا ذلك الوجه البائس الغير مستقر لكن هذه المره نظر إذ بجواره شيخٌ كبير ينظر للماء ففاض لديه الفضول ليسأله
-لماذا شيخ كبير لا أرى معك أحد يعتني بك ولا حتى أطفال
ألتفت الشيخ إليه وقال أنا عائد لبيتي هُناك حيث الهدوء وراحت البال كنتُ يومًا في مثل عمرك وهيا أول تجربه لي لركوب السُفن فنظرت للماء إذ أنعكاس وجهي يتمثل لي كشيطان ومن ذلك الوقت لم أعد لمدينتكم إلا قبل أيام والأن عائد فقد صفت سريرتي ولستُ بمُنكر أنني لا أعرف تفسير هذا الوجه لقد تغيرت التعاليم وأصول أيمان الشخص وأصبحت الأغصان الصغيره تُرضع بمياه المجاري لكي تكبر وتمد أغصانها في فضاء حر لا تحكمه أحكام ولا تعاليم أو حتى تقاليد
-ألن تعود معنا للمدينه
أنا اليوم وبعد عزلتي التي دامت لأكثر من خمسة عشر سنه قد هدت نفسي وقد فاضت حكمتي فهل للنور أن يكون ليلاً دامس الحق ما تراه عينك وليس ما تسمع به حواسك ومن ذلك قد جائت تقلبات الحياه فكيف ترى ما أمنت به منذُ الصغر مواقف تعاليم تقاليد هيا أساس *جوهرك* الأن ما وصلت أليه من أفكار فالأفكار ليست ولَّادة عقلك بل أنها تُصنع لك بستمرار حتى يصدقها عقلك الباطن فأن صدقتها وأمنت بها ستتعلم كيفية الدفاع عنها فالكل جيد في الدفاع لأن الكل يردد كلام من هم قد سبقوه بملايين السنوات الشمس تُشرق كل يوم والبعض من على هذا الكوكب مازال يظن أنها الإله فهل عقولهم بهذه السذاجه أنها تعاليم رُسِخت من الجد للأب ومن الأب للطفل الصغير فهل تزر وازرةً وزر أُخرى بطبع لا ولكن مع التعليم والأقناع المستمر ستجد هذا الطفل من أكبر المدافعين عن هذه الفكره بل أنه يُعطيها جُل حياته... الفكره أما أن تكون على صواب أو على خطأ وليس كل صواب هو الصواب الحقيقي الذي تتأمله الروح والجسد
-لا أعلم من تكون لكن أتعلم ما هو الصواب في هذه الدُنيا
ما أنا إلا جبان هرب من هم الناس إلى التفكر في خلق الناس فما فوائد الشمس بدون البشر ستعطي هباتها التي خُلقت من أجلها لمن إذ لم نكن نحن من الموجودات فالصواب هو الدين ووهب ما وهبهُ لك هذا الدين لغيرك لماذا يوجد فقراء وأغنياء بشكل فاحش الأن... ما وَهبوا الشيء الذي خُلِقوا لأجله و يعود لأجل أنفسهم فيما بعد يجب أن تعرف ما وهبك الله أياه لتقدمه بشكل جميل يسر الناظرين فتعاليم الدين تُلزم على الفعل وتجبر غيرك على ردة الفعل التي هيا مولد ومحرك المجتمع
(فالدِين يلزمك على الفعل ونفسك تلزمك على ترك الفعل وما رد منه)
أن تلتزم بالقواعد حتى النهايه هو أساس كل فكره تؤمن بها
-كيف وجدت نفسك وكيف أجد نفسي
قد قال الفيلسوف اليوناني أفلاطون من قديم الزمان أن الروح حقيقة الأنسان وتتكون من العقل والنفس والرغبه لأكون صادق معك هذا التفسير تفسير البشر أجمع فهو قال ما حس به فكل ما لا يمكن الأحساس به لا يمكن تفسيره هو فسر الروح بالرغبه التي تحرك الأنسان وتدفع به إلى الأمام والعقل والنفس المرتبطتان أرتباط كلي برغبة الأنسان على فعل شيء من الضروريات بنسبه لهذا الشخص فعله وبعد الفعل تأتي ردة الفعل هل هيا خيرًا أو شرًا فلن يحدد نوعها الا أنت وُجِدنا لنحيى أعداء وحلفاء أنت من تُقرر من هو عدوك ومن هو حليفك النفس والروح إجادها بين يديك أما أن تلتزم بالقوانين والقواعد الإلاهيه أو أن تركض إلى رغباتك التي ستسعد جسدك وتُنهك روحك الخيار بين يديك أنظر للنجوم والكواكب في مدارات لا تتوه والشمس لها طريق لن تضلّ و قاعده مفهومه تسير من خلالها
-أعذرني لم أفهم ما ترمي إليه
حسنًا سأقولها مثل ما قالها الفيلسوف أرسطو الأنسان كائن حي يعيش حياته يبحث عن السعاده والسعاده لا تأتي إلا عندما يلتزم الأنسان بالأخلاق فالأخلاق ليست شيء فطري أنما شيء مُكتسب فلن يصل الشخص للسعاده إلا عندما يلتزم بالأخلاق فالأخلاق هيا منار القلوب ورسالة النبي محمد صلى الله وعليه وسلم أتيت لأتمم مكارم الأخلاق التزامك بالقواعد والقوانين تُنجيك من توهان هذه النفس البشريه نحن البشر نحبب الهمجيه على الأخلاق لذلك يجب أن تحكمنا قوانين وقواعد نسير عليها لنكون مجبرين على الألتزام
ولأكون معك صادق فأني أرى الجزيره تقترب ووقت الفراق قد حان قد رأيتك مُنهك فتعمدت أن أجلس بجوارك فالتتعلم من اليوم أن جميع الأحاسيس والأشياء التي تحس بها نفسك ويفكر فيها عقلك ما هو إلا وهم ولن يصبح حقيقه ألا عندما تؤمن أنها حقيقه لا مناص منها فمن الواجب على النفس البشريه تحليل الأشياء
قال الفيلسوف أبكتيتوس أيتعلق هو بالأشياء التي في قدرتِنا أم عن الأشياء الخارجه عن إرادتِنا وهنا يقصد أنطباع الشخص فأن تعلق بثَّانيه فكن على أستعداد بأن تقول أن هذا الأنطباع لا يعنيك في شيء فتركيز عقلك يجب أن يكون على الأشياء التي تحت قُدراتنا وأن لا تُشتت عقلك كثيرًا فالتُصفي جسدك وروحك من أفكار لا طائل منها وأعلم أن الأمور الخارجه عن إرادتنا لا ذنب لك فيها لن يغيرها (غضبك) (حنقك) تفكيرك الذي لا ينصرف عنها وكأنك تُلقي عليها بتعويذه وتريد من اللاأراده أن تكون أراده حره وكأنك تريد أن تُنصب نفسك إلهً فيجب من تصفية العقل من الأشياء التي تُعكر صفوا حياتك اليوميه
ومن أقوال الفيلسوف أبكتيتوس
أن تموت جوعًا فتُشفى بذلك من الأسى والخوف خيرًا لك من أن تعيش غنيًا مُتعكر المزاج فلا تُعكر على نفسك والتزم بالقواعد والقوانين
-إلى أين أأنت ذاهب حقًا على أقل تقدير ما أسمك؟
أسمي بانس