إني ليخنقني الأسى ...أسفا
إن جئت للدنيا قسرا إليها...دلفا
لم استشار...
دنيا كالغاب...
غاب عنها أسدها واختفى
فاغتصب ساحتها
ثعالب وذئاب
وخشاش من الأرض مختلفا
نادى منادي منهم
ان يا سكان المملكة اجتمعوا
لأداء الولاء لسيد الغابة الجديد...
والويل لمن تقاعس او تخلف
فاجتمع إليهم
كل طائر وداب على قائم
ومن زحف
فقام الثعلب فيهم خطيبا
يا معشر الحيوان
إن هذا عهد جديد
وأكيد سعيد
فانسوا ما قد كان وما سلف
مضى زمن الخوف والتسلط
وكل من في حقه ظلم قد اقترف
اليوم نزكي ونبايع من بأصله..
بينكم قد عرف
ذئيب بن ذئب
فمدح ووصف
قاطعه الذئب قائلا
يا معشر الحيوان ...
قد وليت عليكم ...
تكلفا لا شرفا
قاطعه فيل ودب وقالا
الم يكن من العدل ..
أن نختار بأنفسنا لنا القائد والخلف ؟
ان هذا لأمر دبر يخفا
تدخل الثعلب قائلا
لا تسمعوا لهاته البراميل
إن المخ فيها قد تلف
همهما وهما بال....
ولكنهما التما...وانصرفا
ثم استأنف الذئب وأردف
ولقد اخترت منكم مساعدي
فقد اخترت الحمار وزيرا للعلوم
والفار وزيرا للاعمار
وكل ما وجد في الغابة من اثار
واخترت الخنزير ..
وزيرا حارسا على الكلأ والماء
وما على سطح الغابة من غدير
وعينت البومة ناطقة باسم الحكومة
والحية مكلفة بالشؤون الداخلية
والضبع مكلف بالحرس
وعملاء التجسس
وعينت الثعلب وزيرا اول
مما عرف عنه من مكر وحيل
فأطيعوا ..تشبعوا
ومن عصى فله العصا...
ونمنع عنه الماء والعلف
صفق المتخاذلون وتمتم الغاضبون...
والكل انصرف
قال الثعلب الم اقل لك...
انك اذا اردت ركوب رقاب جنس...
سفه كبراءهم
وارفع سفهاءهم...
واغضض عن ما فعلوا الطرف .