وما الحياةُ سـوى وهـمٍ نعـيش به
أمضيتُ فيه سـويـعـاتٍ قـلـيـلات
مـرٌت حياتي كمثل البرقِ مسرعةً
كأنّـها حـلُـمٌ في بـعـض غـفْـواتـي
لم أدرِ كيف مضتْ أو أين وجهتها
أم أنّـهـا حــلُـمٌ قــد زار لــيـلاتـي
في الذِّهنِ أسئلةٌ حيرى تـراودنـي
كيف الحياةُ مضتْ مـاسِرُّها الآتي
مـابـيـن رفَّـةِ جـفـنٍ واسـتِعادتـهـا
قـد صابني خلَلٌ في كلِّ طـاقـاتي
أصبحتُ أمسِك بالعُكَّازِ تـحـمـلـني
والجسمُ مُرتجِفٌ من ثُقْلِ خطْواتي
أعوامُ عـمـرٍ طويـل بـتُّ أحـمِـلـها
والـظَّـهـرُ ناء بـأحـمـالي الثقــيلات
والشيب حاصرني من كـلِّ ناحيـةٍ
وامـتـدَّ في نـهـمٍ بـيـن الشعيرات
ألسمـعُ أتعبـنـي والعينُ في كَلـلٍ
فــبِـتُّ أخـطِئُ في بعض التِّلاوات
تـبـدو ظلالُ المنايا في تـوجُّـسِهـا
كـمـثـل ذئـبٍ إذا لاقى الفـريسات
أعـمـارنا بـيد الرحمـٰن قـد كتـبـتْ
ولستُ أدرِك أوقـاتَ الـنـهــايــات..
---
محمد علي الامام