في الخيبات نبكي بصمت، نبكي في دواخلنا ونخفي حزننا ولا نسمح للآخرين برؤية انكسارنا، في الخيبات ليس هناك دموع حزن ولكن توجد ندوب وتشوهات خذلان في ذواتنا، في الخيبات نعيش صراعات عديدة لعلّ أهمّها صراعَنا مع ذاكرتنا، نريد أن ننسى فلا ننسى، هي الخيبات كما يقال عنها موت كثير قبل الموت الأخير، نفقد قدرتنا على معايشة أيّ أحداث أخرى وكأنّنا اكتفينا من كل شيء في هذه الحياة، تتغيّر معاني كثيرة فينا، فتصبح السعادة والمثالية مجرّد أوهام أو أنّنا لا نستحق الفرح، فنجعل للخيبة وطناً بداخلنا وتُهلك قلوبنا لما تكدّس فيها من طعنات قد تتجلّى حتى في ملامحنا..