أن نشتاق إليهم لا يعني أبداً أن نعيدَهُم إلى حياتنا ،
فالإشتياق شيء والعودة شيء آخر ،
هما شيئان متضادان جداً ، علينا أن نتفهّم أن الوجع والإهمال
حين يطرق القلوب يُخلّف وراءه فراقاً لا عودة بعده
لكنه لا يمنعنا من الإشتياق ، نشتاق للرسائل فنعيد قراءتها
نشتاق للأغاني فنستمع لها بدموع تملأ المقلتَين ،
نشتاق لرائحة ما فنحضن آخر هدية منهم ،
نشتاق لأماكن مشينا فيها يوماً فنذهب إليها بشوق ونعود منها بغصّة ، نشتاق لشخصهم فنستيقظ من أحلامنا
غصب عنا ، ننظر لأنفسنا بالمرآة التي لطالما شهدت
انهياراتنا ، نصرخ لأنفسنا : نحن نشتاق ونحِن ونبكي رحيلهم لكننا أبداً لا نريد عودتهم ، لكننا نشتاقهم جداً ،
هناك عشرة وأيام لا تُنسى تبقى عالقة بأذهاننا ،
نعجز عن مسحها ، لا نستطيع أن نمنع اشتياقنا لهم
كلما انتفضَ القلب منا ، وانتثرت رائحة الحنين.