قصة وحكمة لكل المتزوجين
قبل أيام عدة طُلب مني التدخل كمصلح في حل مشكلة زوجية لصديقين بمعية رجل مُسن وحكيم .... وبين تقاذف وتبادل التهم بين الطرفين ( الزوجين) ورشقات الكلمات الجارحة والكبرياء الزائف ..... استعنت بالرجل المُسن ..... الذي قد رسمت خبرات الحياة ملامحها على وجنتيه؛ متدين يعرف الله تمامًا .... ولا زال يعيش حياة زوجية مع زوجته التي قد احني الزمن ظهرها وكأنهما في شهر العسل!!!
فروى العم ابو هيثم قصة معبرة وهي أجمل القصص التي سمعتها طيلة 30 عامًا من حياتي أود أن أعمم فائدتها للقراء الأعزاء( ولا سيما للمتزوجين) لأنني من المؤمنين أن البخيل في المعرفة لا ينمو!
ذهبت زوجة إلى ساحر لكي يعمل عمل لزوجها بعدما فاض بها الكيل منه ومن مشاكله التي لا تحصى -حيث تصورت أنه أسوأ وأشرس رجل في العالم وقد خابت كل محاولاتها معه ولم يبقى إمامها خيار سوء السحر!
وفي الحقيقة كان ذلك الرجل ليس ساحرًا وإنما رجل مُسن حكيم ذا خبرة في الحياة .....
وبعدما استمع إلي الزوجة تماما و سمع ما طلبته منه -قال لها :تحت أمرك ابنتي وسوف أعمل لزوجك عمل ممتاز يجعله خاتمًا في أصبعك ! ففرحت الزوجة جدا وقالت له: لو طلبت عيني سوف أعطيها لك مقابل لذلك العمل ؟
ولكن دعونا نتساءل ماذا طلب منها ذلك الشيخ المُسن الحكيم ؟
قال لها : إن من شروط ذلك النوع من الأعمال للأزواج أن تحضر الزوجة (شعرة من رأس أسد !!! ) فاستغربت الزوجة جدا -فقال لها :لازم تحضري أنتي هذه الشعرة لكي يتم ماطلبتي - ولا ينفع أن يحضرها لك أي شخص غيرك أو تشتريها !
فماذا فعلت الزوجة ؟ قالت الموضوع مسألة حياة أو موت -وأخذت تسأل عن غابة بها أسود وسألت الناس هناك عن كيفية ترويض الأسود فقالوا لها أن الأسد لازم يأكل لحم طازج عدة مرات وهذا يتطلب أيامًا طويلة حثي يأخذ عليكي وتروضيه ولا يهاجمك - فاقترضت الزوجة مبلغًا من المال وأخذت تذهب للغابة عدة مرات وتلقي باللحم للأسد هناك حتى استأنس لها الأسد -وأخذت منه الشعرة بعد عدة شهور -وذهبت الي ذلك و الساحر وقالت له مبتهجة ! نعم لقد حصلت لك على الشعرة -أين العمل هل أحضرته يا عم ؟
فنهض صاحبنا الحكيم ليوبخها توبيخًا شديدًا و أعطاها محاضرة شاقة وطويلة وقال لها:
أيتها الزوجة المسكينة -لقد استطعتي أن تروضي أسد في الغابة -وصبرتي شهورًا طوال حتى استطعتي الحصول منه على ماتريدي ! لكنكِ غير قادرة أن تروضي رجل ! أنتي مجنونة أم متحججة ؟ أيهما أخطر وأشد فتكا -زوجك أم الأسد !؟؟!
فرجعت الزوجة إلي بيتها واستطاعت أن تضع زوجها في (جيبها( بالأخلاق والمعاملة الحسنة والطيبة والأخلاق والصبر علي المشاكل والمنغصات وتحملت طبعه وعرفت نفسها جيدًا وقصورها
وانا أقول بدوري الحياة الزوجية ليست طريقًا مفروشًا بالورود ؛ إنما هي كالزهرة لا تخلو من الأشواك، وكالسماء لا تخلو من الغيوم؛ لذا أدعو كل المتزوجين إلى لقاء مصارحة ومكاشفة ( لقاء شهري) في مطعم متنزه ، نادي ؛ حديقة يراجعان فيه شريط حياتهما الزوجية وليقفا عند مواطن الضعف ..... لقاء سيعنيهما وسيقول لكل منهما من هو ..... وسيعلمهما معنى القبول والتقبل ....... والحياة المشتركة مع الأخر المختلف وان كان هو النصف الأخر المفقود .... ناهيك عن انه لقاء سيخرجهما عن الروتين والمألوف ورتابة الحياة الزوجية.....
وباليت أن يكون الله ثالث حياتكم الزوجية .... .