حضر فلسطين كلها، منذ أن جرى احتلالها عام 1948، مؤكدة عصيانها على الاندثار، وهي تشق عصا الطاعة في كل لحظة من عمر الاحتلال الإسرائيلي، بمقاومة لا تلين لها قناة طوال ثلاثة أرباع القرن.
وكأنّما كان استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة لحظة قالت فيها فلسطين إنها لا تعرف ولا تعترف بالقسمة والتشظي، وهو ما يعد رسالة لوحدة وطنية جسدتها، حيث مثل اغتيالها علامة فارقة في سعي الفلسطينيين إلى سحر الرمز الوطني العابر للتقسيمات السياسية.
ففي مؤلفه الموسوم بـ"موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية"، يلفت الدكتور محمد اشتية إلى أنه على الرغم من أن مصطلح النكبة يعني لغوياً "المصيبة أو الكارثة"، إلا أنه في الوضع الفلسطيني يعبر عن هول الصدمة من الهزيمة العربية أمام عصابات الاحتلال عام 1948 وما تبعها من وقائع حددت مصير الشعب الفلسطيني، وأدت إلى انهيار واضح وتفكك في تركيبته الاجتماعية وفقدانه الهوية الخاصة، وذلك من خلال تهجير ما يقارب مليون لاجئ إلى الدول العربية والضفة الغربية وقطاع غزة، وتدمير 418 قرية فلسطينية وما رافقه من ارتكاب للمجازر الوحشية وعمليات القتل والترهيب من قبل العصابات الإسرائيلية.