لم يكُن ما حدث بيننا خصاماً عاديًّا كما يحدُث في السابق ، لقد كان النقطة الفاصلة التي جعلتني أقف عند مفترق طُرق حائرة ، كان لحظة الوداع التي لم أكن مستعدة لها ، والغريب في أمري أنني تقبّلتُ ما حدث بصمت تام ، دونَ التفوّه بكلمة ، ابتلعتُ لساني وافتقدتُ قدرتي على النّطق ، كانَ هزيمة ابتلعتُها بغصة ووجع ، شُلّت كل أعضائي ، لم أرفع يدي مُلوّحة بالوداع حتى ، لم يكن شيء عادي ، كانَ صفعة قوية أتَتني في لحظة طمأنينة وثقة ، بأنّ الأمور ستعود إلى سابق عهدها ، لم يكن خصاماً فحسب ، لقد كانَ الخيبة التي غيّرتني للأبد ، وعلمتني أن لا أُعوّل على بقاء أحد ، وأنّ لا أحد يبقى لأحد ، فما حاجتي بعدَ ذلك لأيدي البشر ، جميعها قصيرة عند الحاجة ، بعيدة كل البُعد عن التمسّك للأبد..كانَ درساً موجعاً ، لكنني تخطّيتهُ بفضلِ الواحد الأحد..