مجموعة من الأصدقاء جلسوا ذات يوم من أيام الصيف شديد الحرارة - و كانت جلستهم فى إحدى الكفتريات التى تقع مباشرة على شاطئ النهر للتمتع بنسمات الهواء العليل يداعب وجوههم فتذكروا أغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبى وقالوا لبعضهم كل شخص يقص لنا قصة طريفة على أن تكون القصة حقيقية حدثت بالفعل وليست من الخيال
–فما أكثر قصص الخيال التى يكتب القصاص حكايتها ويختار أبطالها ويتلاعب بأحداثها كيفما شاء – وما من شيئ فيها قد حدث بالفعل – نتفاعل فرحا" أو حزنا" أو رعبا" حول وهم لم يحدث منه شيئ
-فقال أحدهم وكان أكبرهم سنا" أنا من سيبدأ -- وبدأ يحكى
- يقول كان لى خال نصاب ومحتال ينصب على الناس ويستولى على أموالهم وكان يستغلنى وشقيقتى فى أعماله نظير قروش قليلة فقد كنا أطفال صغار
–وكان ذو شهرة واسعة يأتيه الناس من كل مكان وكانت عملية نصبه أنه يستطيع أن يفك العمولات والسحر ويشفى المسحور ويجعل التى فاتها قطار الزواج تتزوج والى لم تنجب تنجب ويشفى أمراض السحر
يقول : كان خالى هذا نصاب محتال لكنه لم يكن ساحر دجال - بمعنى أنه لا يجيد أعمال السحر والشعوذة لكنه كان مدعى حتى يصدقه الناس أو الجهلة من الناس وما أكثرهم
يقول – كانت تأتيه إحدى السيدات ممن فاتهم قطار الزواج فيقول لها هناك سحر سفلى عملته لك إحدى السيدات وربطته على غصن شجرة وسنحضر هذا السحر ونحرقه وستنفك عقدك بإذن الله
-- يكون خالى قد أحضر غصن شجرة صغير ومربوط به بعض الأوراق الملفوفة فى قطعة من القماش البالى ويتفق معى عند كلمة معينة ألقى بهذا الغصن من الشباك – طبعا" يجلسون فى غرفة فى الدور الأرضى بها شباك وأنا جالس أسفل هذا الشباك منتظرا" لكلمة السر
- عندما يقولها ألقى بالغصن من الشباك فيتهلل ويصيح ها قد أحضرنا السحر - وتتهلل المرأة فرحا" ويحصل منها على النقود ويقول لها الحلاوة الكبيرة بعد الزواج الغريب والعجيب فى الأمر أنه لم يمضى أسبوع واحد إلا ويكون قد تقدم لهذه السيدة عريس ليتزوجها وفى خلال شهر يكون قد تم عقد قرانها - ثم تأتى بالهدايا والعطايا لسيدنا الشيخ
ثم تأتى سيدة أخرى قد تأخرت فى الإنجاب وقال لها الأطباء لا يوجد عندك أو عند زوجك موانع من الإنجاب
- فيقول لها هناك سحر سفلى قد تم صنعه لك حتى لا تنجبى وهذا السحر مكتوب على عظمة وموضوع داخل قبر لكننا سنحضره بإذن الله
- يكون خالى قد أحضر عظمة ودون عليها بعض الشخبطة ويعطيها لشقيقتى التى ستجلس أسفل الشباك وعند كلمة السر تلقى العظمة من الشباك
- ها قد أحضرنا السحر وفككناه - والعجب العجاب أنه لا يمضى أسبوعين وتقوم السيدة بعمل إختبار حمل ويتبين أنها حامل
- وغيرها وغيرها أمراض تشفى وفتيات يتزوجن وأخريات ينجبن --وأنا أعلم جيدا" أن خالى نصاب محتال لا يفعل شيئ سوى إجادة الحديث وإقناع الضحية بالمرض والشفاء
--- وفى يوم حضر لمقر خالى مجموعة من كبار القوم والعائلات من قرية مجاورة لقريتنا ومعهم فتاة فى عمر الزهور لكنها لا تنطق بكماء - منذ عامين - وقد ذهب بها أهلها إلى أكبر الأساتذة الأطباء داخل القطر من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه - وكتبوا لها الأدوية والعلاج وجلسات الكهرباء دون فائدة - الأطباء المتخصصين جميعهم فشلوا فى علاجها فقالوا نذهب بها إلى هذا الشيخ وكأنهم يتعلقون بقشة
--فقال لهم خالى لا تقلقوا ستكون بخير إن شاء الله هناك سحر سفلى قد صنع لهذه الفتاة حتى لا تنطق وسنحضر هذا السحر ونحرقه - إجلسوا جميعا" خارج الغرفة وستدخل معى الفتاة وأمها فقط
- وأغلق الشباك وأطفأ الأنوار فكانت الحجرة شبه مظلمة أو ذات إضاءة خافتة -- أحضر خالى طبق (صحن ) وأعطانى مجموعة من الأورق وقال لى عندما ألفت نظرهم إلى الإتجاه الأخر تقوم أنت بدس هذه الأوراق وتضعها أسفل الطبق
–جلس خالى يهدأ الفتاة وأرا ها الطبق وهو يقلبه لا يوجد شيئ أسفله وقال لها سنحضر السحر أسفل الطبق ثم نقوم بحرقه ولكن عندما تشاهدى السحر قد حضر تزغردى
وبدأ خالى يتمتم بكلمات غير مفهومة وعندما بدأيلفت نظر الفتاة وأمها إلى سقف الحجرة قمت أنا بدس الأوراق ووضعها أسفل الطبق
وفجأة رفع خالى الطبق وظهرت الأوراق من أسفله
زغردت الفتاة فقال لها زغردى مرة أخرى فزغردت – قال لها قولى الله أكبر فقالت ونطقت الفتاة بعد أن كانت بكماء
تهلل الجميع وإنهالت العطايا والأموال على خالى الذى إستطاع أن ينطق الفتاة البكماء ويحل عقدة لسانها
– فلما إنصرف القوم قلت له -- ماذا فعلت يا خال ولا تقول أنك أحضرت السحر فأنا من وضع الأوراق أسفل الطبق وكلانا يعرف أنك نصاب
-- فقال يا إبن أخت - لقد إحتار فى علاجها كبار الأطباء فى شتى أنحاء البلاد وأهلها عندما جاءوا بها يعرفون أنها لن تنطق
- وإذا لم تنطق فلست أفضل من هؤلاء الأطباء
لكننى عاملت الفتاة نفسيا" وطلبت منها أن تزغرد عندما تشاهد الأوراق فإن زغردت تكون قد أخرجت صوتا"
وإن لم تزغرد فلست أفضل من الأطباء
إنتهت الحكاية وقال الحاضرون قصة جميلة