كانت هناك مجموعة من الأطفال يلعبون ويتسامرون فيما بينهم لكن كان تسامرهم دائما" عن البطل الزعيم رئيس بلادهم فيقول أحدهم
– الزعيم يستطيع أن يقفز بين ضفتى النهر
ويقول اخر لا إنه يستطيع أن يقف وسط البحر ويمد يده إلى أسفل فيمسك بسمكة كبيرة ثم يرفع يده ليشويها فى عين الشمس
– الزعيم يأكل التمر من النخل العالى وهو واقف على قدميه يمد يده فيقطف التمرة من أعلى نخلة
طبعا" الزعيم أكبر من الهرم والنخل العالى تحت قدميه
- ثم يقوموا للعب فيقول أحدهم لصديقه لو كنت إبن الزعيم إفعل هذه اللعبة
– لو كان الزعيم أبوك سابقنى فإن سبقتك فأنا إبن الزعيم
الزعيم يستطيع أن ينتصر على ألف رجل من الأعداء ويقتلهم بيديه
– فيقول صاحبه أنت تقلل من شأن الزعيم إنه يستطيع أن يقتل مليون رجل من الأعداء
–نحن أسعد قوم فى العالم لأن هذا الرئيس هو زعيمنا
– هل سمعته وهو يخطب أمس فى الراديو ما أعذب صوته كان الجماهير يصفقون له بقوة ويصيحون تحيا الزعيم تحيا الزعيم
– نعم صوره تملأ كل مكان لكن لو يمن الله علينا بنعمه فنراه رؤيا العين
- فقال أحدهم لأصدقائه سمعت أبى يقول إن الزعيم سيمر بالقطار من أمام مدينتنا وهو فى طريقه للمدينة الباسلة الأسبوع القادم
-- إذا" سنذهب لنراه سأقول له أبى الزعيم أريد أن أسلم عليك
– لكن أسبوع مسافة طويلة أنا لن أستطيع النوم حتى نراه – يا أصدقاء يا أصدقاء سنملى عيننا برؤية حبيبنا
–وفى اليوم الموعود الذى سيمر فيه الزعيم راكبا" القطار ذهب الأصدقاء مبكرين إلى محطة القطار التى إحتشدت
بالجموع الخفيرة للترحيب بسيادته
وأخيرا" جاء القطار من بعيد يمشى الهوينا وببطئ كبير والزعيم يطل من شباك القطار ملوحا" للجماهير
– ومر القطار بطيئ جدا" من أمام الأصدقاء الأطفال والزعيم يلوح لهم وللجماهير
- نعم هذا هو الزعيم كما هو فى الصورة
– ظل الأصدقاء ينظرون إليه وهو يمر من أمامهم حتى إختفى عن الأنظار
- نظر الأطفال إلى بعضهم البعض والوجوم يبدوا على وجوههم والذهول فى أعينهم كعلامة إستفهام
- هل هذا هو الزعيم - إنه قزم - ما هذا إنه مجرد رجل مثل كل الرجال – لا –الرجل الذى فى حينا أضخم منه
- إنه ينظر من شباك القطار – لقد ظننت أن القطار لن يحتويه فسيرفعوا سقف القطار
- هذا ليس زعيما" – أبدا"
لا يستطيع أن يقفز بين ضفتى النهر - إنه مجرد رجل
عاد الأطفال الأصدقاء من محطة القطار وخيبة الأمل تخيم عليهم
وأثناء عودتهم سمعوا طفل يقول لصديقة إن الزعيم يستطيع أن يقفز بين ضفتى النهر
- نظر الأصدقاء إلى بعضهم وإنطلقت منهم ضحكة كبيرة وظلوا يضحكون ويضحكون