مِن أسباب عَدم البركـة فِي الرِّزق..!
قال المحدِّث العلامة محمد ناصر الدين الألبَاني رحمه اللّٰه :
من المؤسِف حقاً أن ترَى كثيراً من المسلمين اليَوم وبخاصَة أولئك الذيـن تأثروا بالعادات الغربيَّـة والتقاليد الأوربيِّة، قَد تمكن الشَّيطان من سلـب قِسماً من أموالهِم لَيس عدواناً بل بمَحض إختيارهِم، وما ذاك إلا لجَهلِهِـم بالسُّنة،أو إهمالًا منهُم إياها،..
ألست تراهـم يتفرَّقـون في طعامِهـِم على موائِدِهِـم، وكل واحدٍ منهُم يأكل لوحدهِ
-دُون ضَرورة- في صحنٍ خاص، لا يشاركهُ فيه على الأقَل جاره بالجنب ، وكذلِك إذا سقطـت اللقمـة من أحَدِهِـم فإنه يَترفَّع عن أن يتناولها ويميط الأذى عنها ويأكلُـها،..
وقد يوجَـد فيهِم من المتعالمِيـن والمتفلسفيـن مَنْ يُجيـزُ ذلك بزعـم أنها تلوثَت بالجراثيم والميكروبات! ، ضرباً منـه في صَدر الحديث إذ يقول ﷺ :
(فليُمط ما رابه منها
وليطعمها ولا يدَعها للشَّيطان ).
ثم أنهُم لا يلعقون أصَابعهـم، بل إن الكثيريـن منهـم يعتبِرون ذلك قِلـة ذوقٍ وإخلالٌ بآدابِ الطَّعام، ولذلك إتخذوا في موائِدِهِـم مناديـل من الورق الخفيـف النشَّاف المعروف بــ(كلينكس) ، فلا يكاد أحدهـم يجِـدُ شيئاً من الزهومـة في أصابِعِـهِ، بل وعلى شَفَتيـهِ إلا بادرَ إلى مسـحِ ذلك بالمنديـل خلافاً لنص الحَديث ..
وأما لعق الصحفـة، أي لَعق ما عليها من الطعام بالأصابـع فإنهم يستهجنونه غاية الإستهجان، وينسبُون فاعلـه إلى البُخـلِ أو الشَّراهـة في الطعام، ولا عَجـب في ذلك من الذين لم يسمعوا بهذا الحديث فهم به جاهِلون، وإنما العجب من الذين يسايرُونهـم ويداهنُونهـم، وهم به عالمُون ..
ثم تجدهـم جميعاً قد أجمعوا على الشَّكوى من إرتفاع البركـة من رواتبِهـم وأرزاقهـم، مهما كان موسعاً فيها عليهم، ولا يدرُون أنَّ السبب في ذلك إنما هو إعراضُهم عن إتباع سنَّةِ نبيهم، تقليدُهم لأعداء دينهم، فِي أساليبِ حياتهـم ومعاشِهـم.
فالسُّنة السُّنة أيها المُسلمون ، قال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا استجِيبوا لِله وللرسُول إذا دعاكم لما يحْييكم واعلموا أن اللّٰه يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرُون) .
إنتهـىٰ كلامه رحمه اللّٰه تعالىٰ.