اغادر في الصباح الباكر الى عملي اسير مسافة قصيره قبل الوصول الى مكان الحافله .ذالك الصباح كان صباحا فيه شيئا من البروده لا احدعلى الطريق فالكل نيام مازال الوقت باكرا جدا لا صوت سوى صوت وقع اقدامي على الارض اصل موقف الحافله وانتظر هناك واضعة يدي في جيوبي من شدة البرد انظر يمينا وشمالا
وانظر الى الساعه.... يالغبائي لقد خرجت باكره ولم انتبه للوقت مازال هناك نصف ساعه عن موعد قدوم الحافله فهل اعود الى البيت لن يفيدني الا التعب سأجلس على حافة الرصيف فلن استطيع الانتظار مدة طويله واقفة على اقدامي
فجلست على حافة الرصيف واخذت انفخ بيدي كي تنعما بالدفء
وفي هذا الهدوء رأيت شخصا يتجه باتجاه الموقف ولم ءأبه به فالجو بارد وانا تعبه لن اقف من اجله
اقترب اكثر واكثر لا اعرف من هو اعتقد انه ليس من البلده فانا اعرف اهل بلدتي جيدا ربما هو احد زوارها او احد الاقارب
اقترب وقال صباح الخير
ووقف جانبا ولم ارد عليه الصباح وكان جميل الوجه طويل القامه لا تمل النظر لوجهه
فكنت استرق النظر له بين الحين والأخر وكنت احس بأنه ينظر لي ايضا
ثم اقترب قليلا وقال برد الجو صح .فقلت شوي
فقال وين طالعه بنت صبيه متلك بهالجو وبهيك وقت
فقلت في نفسي وان تشو اللي حشرك ,واجبته ضروف شغلي
فقال بس برد عليكي
فقلت لا عادي متعوده
فقال بنت مين انتي انا بعرف اهل البلد منيح
فقلت له انت اللي مين انا بنت البلد وما بعرفك
فابتسم وقال انتي ليش معصبه ,فقلت له لا ولاشي بس ما بحب احكي مع حد مابعرفه
فقال دام انتي من البلد يبقى اكيد بعرف اهلك
انا كنت ساكن هون وبعدين انتقلت للمدينه
فقلت في نفسي يالله شو ابتحكي وابتسئل
وكأنه سمعني فقال معلش بعرف انه بحكي كتير وبسئل بس فقاطعته وقلت لا عادي
ثم اشعل سيجارة وبدأ يدخن فقال اتفضلي .فنظرت ولم يعجبني كلامه فقال طيب طيب خلص لا تعصبي
سئل عن امور كثيره واجبته مع اني لم اكن اريد الاجابه لكن شيء ما بطريقته
بصوته
بابتسامته
جعلني اجيب وكنت سعيدة بالكلام معه وكان الكلام معه ممتعا جدا .وكم تمنيت لو تتأخرالحافله اكثر لكي ابقى بصحبته اطول وقت ممكن.
ثم جائت الحافله فابتعد خطوة للخلف وقال اتفضلي فقلت ما حتيجي
فقال لا فنظرت اليه باستغراب وصعدت الحافله وجلست بجانب النافذه وابعدت الستاره ونظرت اليه وكان يقف ناظرا لي وكأنه يعلم بأني سأسترق النظر له
سارت الحافله وبقيت انظر له ولم اعرف من هو وبقيت انظر للخلف حتى ابتعدنا كثيرا وكم تمنيت لو اني اوقفت الحافله ورجعت لكي اسئله من يكون ولماذا وقف معي كل هذه الفتره اذا لم يكن ينتظر الحافله لكني تجمدت بمكاني ولم اعلم ماذا افعل حتى ابتعدت الحافله عن البلده ,وبقيت اذكروجهه الجميل الذي لن انسى .
بدأت انعم بالدفء قليلا وكانت الحافله عبقة بعطر جميل مع دخان من سيجارة السائق تملأ المكان . وبقيت انظر من النافذه وبدأت حبات المطر بلهطول مصاحبة لصوت فيروز رجعت الشتويه.