مشاعرنا بين الماضي والحاضر
قديماً كانت مشاعرنا تسطر على رسائل ورقية نختار من الورق أجمله ومن الظروف أروعها ونكتب بخط جميل ثم نرسلها لأحبابنا في المدن البعيدة أو القريبة أو حتى مشاعرنا الخاصة لمن نحب بجوارنا التي لا نستطيع البوح بها نطقاً نخطها في رسالة تعبر عما يخالج القلب وقد نرش عليها بعض العطور لتكون أجمل
تطور الزمن وأتى الهاتف الثابت فاختفت الرسائل البريدية وجمالها فكنا نتصل بالساعات نطمئن على أهلنا وأحبابنا بمناسباتهم السعيدة والحزينة ليشعروا بقربنا منهم ومن لا يملك هاتفا في بيته يقف بالساعات أمام كبائن الشارع ليتصل وجاءت الكبائن المغلقة فكنت تشاهد الطوابير بانتظار فراغ كبينة ليتصل أحدنا بأهله يطمئن عليهم أو على أطفاله يداعبهم ويضحك معهم عبر تلك الأسلاك
تطور الزمن وأتى الهاتف الجوال فأراحنا من الطوابير وبدأنا نشعر بالخصوصية وجاءت الرسائل النصية فماتت الرسائل الورقية وماتت معها مشاعرنا وبدأ الجمود يغلفها وجاء الواتس لتتحول مشاعرنا إلى نسخ ولصق ثم رسائل محولة
جمدت مشاعرنا في الفرح والحزن والحب وصارت رسائل محولة
ماذا ينتظر مشاعرنا في الغد وكيف ستكون؟؟؟؟