قلب الفنان ناصيف زيتون كلّ المعايير في تونس. فالجمهور الحاضر على مسرح قرطاج الأثريّ هو من غنّى، أمّا الجمهور الحاضر افتراضيا" فكان الشاهد الملك على تلك الأمسية التاريخيّة.

نعم قالها ناصيف زيتون بالفم الملآن وهو يشعّ فرحا" " بدنا نعطي دور لبعض"؛ فما يلبث أن يبدأ بغناء مطلع أيّة أغنية، سواء أكانت جديدة أم قديمة، حتى يبادر الجمهور ويكملها، ولا يبقى أمام ناصيف سوى الجلوس على درج المسرح مبتسمًا "متأملًا" جمهوره يغني ويردد بأعلى صوته كلمات أغانيه عن ظهر قلب.

وبالفعل سُجّلت ليلة التاسع والعشرين من شهر تموز/يوليو في قلب التاريخ وفي قلب الشعب التونسي ووجدانه، وفي وجدان كلّ الجمهور الآتي من كلّ أنحاء العالم لملاقاة نجمهم.

ولتصل رسالة الفن التي يقدمها ناصيف زيتون الى ذروتها، حقق في تلك الأمسية الحالمة حلم الشاب التونسي من ذوي الهمم ، كفيف منذ الولادة، عازف أورغ صعد معه الى المسرح وشاركه غناء " موجوع" فتجلّت الإنسانية بكلّ معانيها.

وكان ناصيف قد حلّ ضيفًا" على إذاعة IFM التونسية، وصرّح أنّ مهرجان قرطاح منحه جواز سفر النجاح في العالم العربي، وأضاف أن صعوده الأوّل ليس كبعده، وهو يقف على خشبة هذا الصرح الأثري الكبير للمرّة الرابعة.

في الخلاصة هذا النجاح الساحق الذي عاشه ناصيف زيتون وجمهوره الوفيّ لم يكن "بالاحلام" وانما كما رددوا هم معه ولا " بالاحلام" !