مرت بنا الحياة و مازالت تمر ، حملت لنا معها أحداث كثيرة ومازالت تحمل..
عشنا أحداث سعيدة وأخرى حزينة ولكنها مرت ومضت..
انظر ، هل بقي منها شيء؟
فقط ذكريات نجترها بين الحين والحين ، منها ما يفسد لحظتنا الحالية ويشعرنا بالضيق والإختناق..
ومنها ما يبهجنا ويريح صدورنا ..
ولكن الذكريات فى الحقيقة ليست شيئا مجرداً ، إنما هي سطوراً كُتبت علينا أو لنا ...
فكل حسب عمله..
فمن احتسب وصبر في الشدة ، كانت له..
ومن جزع وكفر ، كانت عليه..
ولا ننس من رضي وشكر في الخير..
فالله تعالى يبلو بالنعم لينظر أيشكر الانسان أم يكفر بها..
ليس صحيح أن ما مضى مضى وأصبح فى طي النسيان
طالما هو مسجلاً عليك.. فعليك مراجعته..
وما كان ربك نسيا..
إعرضه على نفسك تباعاً..
فكلما نضجت ، ستجد وجهة نظرك فيما تجتره من ذكريات قد تغيرت...
اجعل منه حساباً ، واحتسب صبرك ، واستغفر لذنبك ، وأكثر من حمد الله تعالى وشكرك له..
فتكون الذكريات بذلك صديقة لك ، وحافزاً لتصحيح ما سطر فى صحيفتك ، وليست عدواً يفسد عليك راحتك...
فيحسرك على ما فقدت من نجاحات ، أو يذكرك بخيباتك وعثراتك..
فالذكريات إحدى رسائل الله تعالى لنا ، لنتدارك ما أسلفنا ، ونحسن فيما تبقى.