لا تستخدموا أسلحة الدمار الشامل في بيوتكم..
فالبيت وطن لا يحق لنا إرهاب من فيه ، بداعي الحب والإهتمام..
فكم من بيوت تهدمت بسبب فتيل أشعله الإفراط في استعمال القسوة..
وكم من أسرة تفتت بسبب شجارات مأسوية ، ما كانت لتكبر لو أننا أبقينا فسحة من الحوارات الهادئة..
وكم من أبناء تشتتوا بسبب ألفاظ خرجت كرصاصات تقتل كل عاطفة ، أو بسبب تحدٍ أنهى كل مودة..
وكم من ضجيج خلف وراءه ضحايا لم يسقطوا في ساحة المعركة ، بل في ميدان الحب..
وكم من اختلاف ما بين جيل وجيل ، زرع عبوات ناسفة للتفاهم في تربة الزمن..
وكم من لغم فخخناه بأيدينا ووضعناه في أماكن غير مخصصة له بداعي الخوف ، ليبتر أقدام من حاول التقدم إلينا ليعانقنا..
وكم من أبناء كنا سبباً في مجيئهم ورغم هذا حولناهم إلى أعداء..
لا يستحقون منا سوى هدنة من الإحتواء..
وكم من ابتسامات وزعت في الخارج بالمجان ، وعبست في وجوه من يستحقها ضمن أجواء العائلة..
فلا تلوموا أبناءكم إن فشلوا ، بل عاتبوا أنفسكم لأنكم فشلتم في توضيب بيئة طبيعية ، لا يتحول من خلالها الفرد إلى معاق فكرياَ ، ومكتئب نفسياً ، ومحطم الى حد أنه يبحث عن السعادة خارج بيته ، في أزقة إدمان ، أو في سيجارة خالية من نيكوتين الشجار ، بل وفي أصدقاء كانوا ليكونوا أجمل لو أنهم ، ( أب ) و ( أم )..