﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
قال الشيخ العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله-
في هذه الآية الكريمة يوجّه سُبحانه أمره إلى عباده المؤمنين، وينهاهم سبحانه عن أن يلتهوا ويشتغلوا عن ذكر الله بأموالهم أو أولادهم، ويُبيّن أن من فعل ذلك فقد خسر.
{لا تُلهِكم أموالكُم ولا أوْلادكُم} فهذا جُزء من التقوى، فمن التقوى أن يدعَ المؤمن ما يشغلهُ عن طاعة الله ورسوله من أهلٍ ومال وولد وغير ذلك، فإذا تعارض أمر الله ورسوله مع حاجة الولد أو حاجة النفس أو حاجة المال قدَّم أمر الله ورسوله على هوى نفسه وعلى هوى ولده وعلى حظ ما له.
{عن ذكر الله} المراد بالذكر هنا ما شرعه الله لنا من الطّاعات من الصلاة والصيام والحج والجهاد والزكاة وغير ذلك، كله ذكر الله.
وفسّر جمْع من المفسّرين ذكر الله هنا: بالصلاة، والأمر عام فإن الصلاة جزء من ذكر الله، والمنهي عنه أن يشتغل المؤمن بماله أو بأولاده أو بشيء آخر عما أوجب الله عليه من صلاة وغيرها.
{ومن يَفعل ذلك} يعني: يشتغل بماله أو بولده عن حق الله.
{فأولئك هم الخاسرون} والخُسران إذا أُطلق عمّ الدنيا والآخر.
فعلى المؤمن أن يحذر الخسارة الكبرى وهي:الوقوع بالكفر، والصغرى، وهي:الوقوع بالمعاصي،وأن يبْتعد عن كل ما يُغضب الله حتى يسلم من الخسارة ويفوز بالربح الكامل، وذلك في طاعة الله ورسوله.