إن آلمتك تجارب فاشلة ، وكسرتك أقدار عاتية ، وحطمتك علاقات كنت تظنها جدية..
وصفعتك أيام ، وخذلك أشخاص ، وأحرجتك مواقف..
لا تلقى بغضبك على من حولك..
لا تخرج فوضى إنفعالاتك إلى العلن..
لا تفجر تعاستك في وجه الحياة..
لا ترمى بمزاجيتك أمام كل عابر يبتسم لك..
كونك تعرضت للأذى أكثر من غيرك ، لا يمنحك صلاحية لوم العالم..
كونك تؤمن بأن ما حصل لك لا تستحقه ، لا يبرر تعديك على راحة الغير..
كونك جرحت ولازلت تعاني من ألم فقدان أحدهم ، أو من ذل نال منك ، أو من ظلم إستخف بإنسانيتك ، أو من طعنة غادرة تسببت لك بنزيف غائر ، هذا كله لا يمنحك عذراً كي تقتسم كل ما تعانيه مع من لا دخل له فيه..
فإن لم تسعف نفسك بنفسك ، وإن لم تتدارك سقوطك ، وإن لم تتماسك من جديد وترتب ذاتك ، وتلملم ما تناثر منك هنا وهناك ، ستبقى ضعيفاً هشاً قابلاً للإنهيار حين تصدمك تجارب الحياة..
وإن لم تتعلم كيف تتكيء على إرادتك ، كى تبقى على قيد الحياة دون أن تدمن اللجوء الى أحد كى يمتص ما بك ، أو يصلح ما حطمته التجارب السيئة بداخلك ، فستبقى مثيراً للشفقة حين يغيب عنك ، أو تجبره الظروف على الغياب ، فرحيله قد يحدث فجوة تندفع منها كل تلك الأحداث التى خبأتها في وجوده ، لتتلاشى قوتك المؤقتة وتعود بعدها لانتكاسات أعظم مما عانيتها ..
عود ذاتك على ترميم حطامها ، وإصلاح عيوبها ، ولا تمتطى موجة تعرف يقيناً أنها ستكسر لوحك الخاص بك وستجرفك إلى الهاوية لا محالة..