ـ “عروس البحر، وزهرة اللوتس، وزهرة الحنون، وفرعونية وشامية” وغيرها العشرات من الفساتين التي أنتجتها الفلسطينية سعدية عجاج يدويا، دمجت من خلالها الثوب الفلسطيني التقليدي بالقصات العصرية.
وتعمل عجاج، البالغة من العمر 48 عاما، في محل خاص بها في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، وتطمح لافتتاح دار أزياء، يختص بإنتاج الأثواب التي تحافظ على التراث الفلسطيني التقليدي.
وتقول عجاج لـ “الأناضول” إن الأثواب التي تنتجها تنافس أفخر الفساتين العالمية، كونها منتجات يدوية بكل تفاصيلها.
وتضيف قائلة “يستغرق إنتاج ثوب واحد نحو أربعة أشهر، بين التصميم والرسم والتطريز والحياكة”.
وغالبية الأثواب اليدوية التي تحيكها عجاج هي للمناسبات الاجتماعية والأفراح.
ولأثواب الأعراس طابعا مميزا بها تصفه عجاج بالقول “كل عروس تريد ثوبا خاصا بها، تطلق عليه اسما، تعشقه ويصبح من أغلي ما تملك يمثلها وتجد شخصها فيه، تقتنيه طوال العمر وقد تورثه لحفيداتها”.
وخلال حديثها لوكالة الأناضول، تعمل عجاج على ثوب فرعوني الطراز تقول عنه “هذا الثوب لعروس من مدينة رام الله، سترتديه في سهرة الحناء، تم تفصيله من القماش المخملي، وتطريزه بخيوط الحرير، وإدخال الخرز والحجارة عليه”.
وتتابع “اختارت الفتاة القماش واتفقنا على التصميم وعلى كل تفاصيله، هذا الثوب لم ولن أنتج مثيل له”.
“كل فستان يمثل قصة بينه وبين مقتنيته، لا يوجد له مثيل، أنتجه حسب شخصيتها وقصتها، يتم إدخال لمسات فنية حديثة عليه من حيث التصميم ودمج زخارف قديمة”، تضيف عجاج.
ويصل سعر الثوب في أقصاه، حسب عجاج، إلى أربعة ألاف دولار أمريكي.
وتضيف “هناك اهتمام كبير بالأثواب التي تدمج القديم والتراث بالحضارة والقصات الحديثة من قبل الفتيات”.
ويعمل مع عجاج 20 سيدة في تطريز الفساتين، تقول “لدي نحو 20 سيدة يعملن من بيوتهن، وأطمح لزيادة العدد لتلبية الاحتياجات المتزايدة”.
وتصمم عجاج الفساتين حسب طلب زبائنها، ووفق تفاصيل الجسم، ولون البشرة وطبيعة الشخصية.
وتقول “لا أنتج قطعتين متشابهتين، كل فتاة تأخذ ثوبا خاص بها لا مثيل له. ما يميز الثوب هو الغرزة (التطريز) والموديل”.
وتتابع حديثها “الثوب التقليدي البحت ورثناه من جدودنا وبات الجيل الجديد يعشق القديم، لكنه يفضله بطريقة عصرية، تتناسب مع حاضره، من حيث تقسيم الثوب وطريقة التطريز″.
وتقول عجاج، التي تعمل منذ 17 عاما في التطريز، بينما تواصل العمل في الثوب الفرعوني “كل العروق القديمة أجددها، وأعمل على دمج الألوان كألوان الربيع والخريف”.
وتقول “الثوب الفلسطيني تراث وهوية فلسطين، والحفاظ عليه من الاندثار والسرقة مهمة وطنية وأخلاقية”.
وتضيف “الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى سرقة كل ما هو فلسطيني والثوب التقليدي مهدد بالسرقة”.
وقامت شركة الطيران الإسرائيلية “العال” مؤخرا بسرقة الثوب الفلاحي الفلسطيني وعمل نماذج منه ترتديها موظفات الشركة على متن طائراتها كثوب يعبر عن التراث الإسرائيلي، في العام 2009، بحسب مركز المعلومات الفلسطيني “حكومي”.
من جانبها تقول أسماء سلامة (39 عاما)، بينما كانت تتفحص ثوبا تنتظر استلامه من محل سعدية عجاج لارتدائه بحفل خطبة ابنها البكر، “الثوب التقليدي جميل، ومميز، ويجلني لست كغيري من النساء”.
وتضيف لمراسل الأناضول “أنا على يقين أنني سأكون مميزة يوم الحفل”.
وتواصل حديثها قائلة “ارتدائي ثوبا تقليديا تراثيا، بتصميم حديث أمرا ليس عاديا، أرى أنني ألبس ثوب الجدات”