قالوا قديماً ، اختر الرفيق قبل الطريق..
لماذا؟
هل ليخفف عنا طول الطريق ، فنجد من يسامرنا ويضاحكنا؟
لا أعتقد ذلك...
فهذا لا يحتاج إختيار ، فهم كثر..
المقصود بالرفيق هنا ، من يتحمل معك وعثاء الطريق..
وما أوعث طريق الحياة..
طريق مليء بالصعاب التى تجعل الروح تضيق أحياناً ، وربما تصاب بالإكتئاب..
وهنا يأتى دور الرفيق ، الذي إن أحسنت إختياره ، خفف عنك
وكان عوناً لك..
وإن كنت على شفا السقوط ، ساندك كي لا تسقط..
يخاف عليك ، فأنت رفيق دربه..
والسؤال ، أين لنا أن نجد ذلك الرفيق؟
إن كنت محظوظاً ، ستقابله أثناء رحلتك فى الحياة الدنيا..
ولكن ، ماذا لو لم تقابله؟
في الحياة ، نادراً ما نقابل هذا الرفيق المخلص ، المتفاني ، المحب..
فهل ستترك الأمر لحظك فى الحياة..
طريق الحياة طال أم قصر ، فهو طريقك أنت..
قبل أن تختار الرفيق ، كن لنفسك أولاً رفيقا جيداً ..
جهزها كي تواجها وعثاء الحياة معاً..
وكن لها عوناً حتى تصل بها إلى المستقر الآمن ، فتكن هي عوناً لك بعد الله تعالى..
ويتحقق ذلك بمراقبتها وتزكيتها ، تثقيفها وتهذيبها..
إجعل من نفسك الرفيق المثالي ، حتى إذا اختليت بها ، لم تضلك أو تحزنك..
بل تجدها تنصحك وتساندك..
قال تعالى : (قد أفلح من زكاها)..
نعم ، أفلح فى الدنيا والآخرة من كانت نفسه له خير رفيق..