لا يعرِفُكَ حقَّ المعرفةَ إلا من عاشركَ عشرةَ الصّوت والصّورة ،
لا الكلمات والنصوص والرسائل فقط..
من رآكَ عند الغضب ، وعندَ الحِلم..
من رأَى ابتسامة ثغركَ حين تبتهج ، وبريقَ عينيكَ حين تُحب..
من وقفَ على انطفائك ، ولاحظَ ارتجافة يديكَ عندَ القلق..
من عايشَ انهزامكَ ، ولمسَ ضعفك حين اتكأت على كتفه..
من أبصرَ حقيقة معدنك ، ورأى مزاياك كما يرى عيوبك..
هو الذي لا يتغيّر عليك بتغير أحوالك لأنه يدرك حقيقة الضعف في إنسانيّتك..
لا يعرفك صدقًا إلا من بكيت بين يديهِ ونار ضميرك ملتهبة بعد الخطأ..
من واقعَ جهاد نفسك للعودة إلى الصراط..
لا يعرفُكَ حقّا إلا من رآك في كل حالاتك..
في الضعف والقوة..
عند الذل والعِزّة..
عند الخصام والصلح..
لا يعرفك حق المعرفة وكمالها إلا الذي جمعتك به المواقف وكثرتها وتنوع أحداثها..
في الحقيقة إن الذي يعرفُك هُو الذي عاشَكَ..