صيانة الود

يظُنُ الكثيرونَ أن النِهاياتِ لا تأتِي إلا إذا اختصَمَ أحدُنا مع رفيقِهِ وفارقَه..

تارِكًا خلفَهُ من كانَ بالأمسِ أنيسَهُ في وَحشَةِ الفُراقِ وقسوَةِ ''النهايَة''..

ولا يعلَمُ هؤلاءِ أن صونَ الوِدادِ بينَ القُلوبِ لا يكونُ في القُربِ فقط..

إنما مِقياس الصِدقِ فيما مضى كُلهُ يكمُنُ في ما بَعدَ ''البُعد''..

ويجهلُ الكثيرون أن النِهاياتِ يمكِنها أن تَلبَسَ ثوبَ الجمالٓ حتى وإن كانَت تُخفِي خلفها من الألَمِ الكثِير ، مثلُها مثلُ البداياتِ تمامًا..

لذلكَ فإنهُ علينا أن نُتقِنَ أدَبَ الفُراقِ كما أتقنَا من قبلُ آدابَ الوِصالِ..

فلا يترُكَ أحدنا من كانَ خليلَهُ إلا وهو يحمِلُ لهُ في قلبِهِ تِذكَارًا جميلاً يؤنِسُهُ في البُعد..

ولا يترُكُ في جوفِهِ جُرحًا ينزِفُ مع كُل ذكرى..

فإذا انتهى ما كانَ بينهُما من وُدٍّ وزَالَ يومًا ، فإن الإحترامَ باقٍ لا يزول..

وهذا ما لا يُتقِنُهُ الكثيرون ، أن ''للنهاياتِ قدسيتُها كما للبِداياتِ كذلك..''

هلا وغلا بالعراب
صيانة الود Images?q=tbn:ANd9GcQXEA-wjhF4nk3gMthfRoI_T3cGvuEHdm9KXA&usqp=CAU