مدينين للضربات

نحن مدينين بالشكر لِتلك اللحظات التي إرتفعت بها حرارة الظروف حد إنصهار قلوبنا ..

مَدينٌين بالفخر لِكل تلك الضربات التي آلمتنا ، فلولاها ما صارت تُربة أرواحنا صالحة لأن ينبُت فيها أجنحةً من صبرٍ وقوة ، لولاها ما حَلّقنا خارج قفص أنفسنا ..

الراحة لن توقظ يوماً ذلك العظيم النائم بأعماقِنا ، وحدها الخيبات التي عجنتنا ومحطّات الفشل هي التي صنعتنا..

صنعَت منا أشخاصاً فولاذيين لا نلين ، وأخرجت من داخلنا صِلصالٍ نبني به أنفسنا دون أن نلتفت للذين خذلونا ..

بعد أن أدركنا أنه لا توجد إختصارات للطرق لأي وجهة نريد أن نذهب إليها ، وأن علينا المرور في الوحل إن كان في طريقنا وحلًا ، وإحتمال أن نواجه وحشة الطريق إن كنا سنقطعه وحدنا ..

فكل الوعود بالوصول مبكراً ستضللنا ، فلن نصل إلا في وقتنا المناسب ..

وأحياناً الأماني التي نعلنها لا تتحقق ، لأن إعلانها بمثابة إجهاضها ، الأكثر حكمة أن ندع أمانينا في مملكة السر لتنمو بدفء القلب ، بدل أن نجرَّها إلى ساحة العلن ، مستباحة بخطيئة اللسان والإنسان ..

وعلينا أن لا نتوقف عن المسير ، فمهلةٌ الحياةُ قصيرة ، وغاياتُنا الكبرى فيها تساومُنا عليها عقاربُ الساعة ..

نورت اخي العراب
مدينين للضربات Z