يطرح التساؤل بخصوص كيفية تحول دور الأسرة المساند إلى دور مختلف.. لماذا تغيرت ملامح الأسرة وارادتها القوية في المحافظة على كيانها وعلى نظام القرابة كضابط اجتماعي لاستمراريتها؟
ان النمو الحضاري قد انعكس على واقع الأسرة وأحدث تأثيرات قوية في بناء الأسرة ودورها.
وإذا كنا سنتحدث عن الأسرة فمن الضروري أن نتحدث عن مؤسسيها الزوج والزوجة وكيف تحولت في المجتمع بعض البيوت إلى منازل آيلة للسقوط.. تحت سقفها أفراد لا تجمعهم العاطفة أو الود إنما مصلحة البقاء في وضع اجتماعي مقبول لدى المجتمع في جو من العزلة والانفصال الروحي.
مجتمع مفكك
أفراد لا تجمعهم العاطفة أو الود
إنما مصلحة البقاء في وضع اجتماعي مقبول
كما إن التفكك الأسري وعدم الترابط ينعكسان بشكل سلبي على الأطفال في الأسرة وتساهم هذه الحالة في بناء مجتمع مفكك نظراً لمعاناة أطفاله وقد أجرى الباحثون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية دراسة ميدانية شملت حوالي مائتي أسرة تضم أطفالاً ما بين الصف الأول والرابع الابتدائي لتقييم مدى تأثير تصرف الوالدين وعلاقاتهما الأسرية على نمو الطفل، حيث وجد الباحثون أن ضغوط العمل والمشكلات الأسرية وما ينجم عنها من أزمات نفسية للأطفال، يمكن أن تعرقل وسائل التواصل النفسي بين الأبوين وأطفالهما
انحراف كامن
وهؤلاء الأطفال الذي ينشؤون في هذا المناخ ينطوون في سلوكهم على انحراف كامن حين يجد الفرصة سانحة في أي زمان أو مكان عبر عن نفسه وصار سلوكاً ممارساً ملموساً في تصرفات حياتية.
وفي دراسة قام بها الباحث نفسه موضوعها الترابط الأسري وأثره في تكوين شخصية الشباب لاحظ أن نسبة 50% من عينة الدراسة غير راضية عن وضع الأسرة و 50% أفادت بأن ثمة شجاراً دائماً بين الأب والأم وأن 32% لا يهتم بهم أحد في المنزل.
ولا يقف حجم المأساة عند ذلك الحد، فقد حدد علماء الاجتماع بعض المخاطر لانهيار العلاقة بين الوالدين من بينها:
- خروج جيل حاقد على المجتمع لفقدان الرعاية منه.
- وجود أفراد متشردين في المجتمع.
- انتشار السرقة والاحتيال والنصب.
- تفشي الجريمة والرذيلة في المجتمع.
- زعزعة الأمن والاستقرار.
- عدم تماسك المجتمع في الملمات.
- عدم الشعور بالمسؤولية.
- انحطاط أخلاقيات المجتمع.
- عدم احترام سلوك وعادات وأعراف المجتمع.
إن التغيرات العالمية أحدثت تغيراً في المجتمع بتحديث قيمه، وظهر التنافس بين أفراده عامة، وبين الأزواج بشكل خاص، والأخير مختلف عن التنافس التقليدي الذي يوجد طبيعياً بين الأزواج إذ إن أشكال التنافس والتي يأخذ فيهاالتنافس أشكالاً ظاهرة واضحة أو غامضة غير مباشرة، وذلك وفقاً لشخصية الزوجين وظروفهما.. وفي العلاقة الزوجية التقليدية حيث يعمل الرجل خارج المنزل وتعمل المرأة داخله يأخذ التنافس والصراع أشكالاً تختلف عنها في العلاقات الزوجية الحديثة حيث يعمل الطرفان خارج المنزل.