" صدق الله وكذب الشاعر "
ذات مرة طلب والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي أن يُقبض على رجل من المتمردين ، فلم يجد الجنود الرجل فقبضوا على أخيه ، و حجزوا ابنه ...
فقال المقبوض عليه: أنا مظلوم.
فقالوا: والله بحثنا عن أخيك فلم نجده، فأخذناك.
قال: حسناً دعوني أكلم الحجاج .
فدخل على الحجاج فقال :
أصلح الله الأمير، إن هؤلاء أرادوا أخي فلم يجدوه فأخذوني، وقبضوا على ابني، وهدموا داري، ومنعوا عطائي.
فقال الحجاج : هيهات! أو ما سمعت قول الشاعر:
جانيك من يجني عليك وقد ... تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة ... ونجا المقارف صاحب الذنب
فقال: أصلح الله الأمير، إني سمعت الله عز وجل يقول غير هذا.
قال: وما ذاك؟
قال: قال الله تعالى: " يا أيها العزيز إن له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين. قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون " .
فحينئذٍ أطرق الحجاج ساعة، وقال: علي بفلان -صاحب الشرطة- فقال له: فك لهذا ابنه، وابنِ له داره، ومر له بعطاء، ومر منادياً ينادي: أن صدق الله وكذب الشاعر