لسنا بخير ، ولم نكُن يوماً كذلك أبداً.. بداخلنا نِزاعات تحدُث يومِيًّا وكم يُكلّفنا الأمر لنبدو بخير، لا أحد يلاحِظ علامات الأرق التي تبدو واضحة في عيوننا وملامحنا الذّابلة ، لم يلاحظ أحد الدمع الذي يقف على أطراف أعيُنِنا، نبدو في آخر اليوم كالذي خرَجَ من معارك طاحنة ينتظِر سلاماً لا يأتي بعدَها، لا أحد يعرِف شيئاً عن قسوة الأيام علينا وعن تقلّبات مزاجنا والظروف السيئة التي نعيشها، كم جُرِحنا و خُذِلنا ، كم قاتَلنا في معارك تكبّدنا فيها خسائر عِدّة.. لا أحد يعرف شيئاً عن تلك المواقف الصغيرة التي بكَينا بعدها كثيراً،..كم حُلم سعَينا من أجله ولم يتحقّق ، كم احتجنا للعُزلَة والإنفِراد بأنفسنا، لكنّ الأيام لم تسمح لنا ، كم رغِبنا بالبكاء لنغسِل أرواحنا المتعبة ولكننا حبَسنا تلكَ الدموع كي لا تحزَن قلوب أحبِتّنا.. أن نُخفي يا صديقي ما بداخلنا من صراعات وضغوطات و أوجاع لا تُطاق.. لا يعني ذلك أننا بخير ، نحن لسنا بخير أبداً..