( رَميتُ حُبّكَ عنّي دونما ندَمِ )
إذْ ذقْتُ منكَ كؤوسَ الآهِ والألَمِ
قد كانَ ماكانَ فيما بَيننا وَمَضى
ألقَتْ بهِ الريحُ للنسيانِ والعَدَمِ
ياخائنَ الحُبِ طبعُ الغدْرِ فيكَ وكمْ
أشْقيتَ قلبي وفي ظُلمٍ سفكتَ دمي
فَما وَفيتَ وعوداً كُنتَ تُطلقُها
وكانَ حِفظُ الهوى والودِّ من شيَمي
فلمْ تكُنْ رَجُلاً تُرجى حمايتهُ
لي من حَوادثِ أيّامي ومن سَقَمي
كَمْ كنتُ أغْفرُ ذنباً كنتَ تفعلُهُ
وأقْطَعُ الليلَ بالآهاتِ لمْ أنَمِ
قد أنقَذتْني الليالي منْكَ إذْ كَشفتْ
ذئباً تدَثّرَ بالأخْلاقِ والكرمِ
جبالُ حُسْني كَساها الزهْرُ من خُلُقي
وألفُ نَسْرٍ لهُ شوقٌ إلى القِمَمِ
وألفُ قيسٍ يرى الفردوسَ رائعةً
بنظْرةٍ من عيوني وابتسامِ فَمي
إنّي سأنساكَ والدُنيا ستشرقُ لي
وأرْدمُ البئرَ إذْ زلّتْ بها قدمي
فاسمعْ قراري فإنّي اليومَ أنطُقُهُ
( رَميتُ حُبّكَ عنّي دونَما نَدمِ )