البيت هو مكان الراحة الذي يأوي إليه الرجل بعد عمل النهار الشاق والزوجة هي حمامة السلام التي ترفرف في هذا البيت فتبعث فيه الراحة والسعادة.
ولا أعني بذلك أن مجرد وجود المرأة في البيت هو الراحة والسعادة دون أن تسعى هذه المرأة إلى صنعهما بيدها والسعي لإيجادهما والتضحية للمحافظة عليهما.
والراحة المنزلية لها جوانب متعددة يجب أن تدركها المرأة المتنورة التي تقدس الحياة الزوجية والتي تقدّر التعب والجهد الذي يلاقيه زوجها طوال النهار في عمله.
وأول شيء توفرين به الراحة في البيت لزوجك، هو التسامح مع أخطائه الصغيرة وعدم النقاش في أي أمر من الأمور، فإن تسامحك في أخطاء زوجك الصغيرة وعدم معاتبته فيها ولا محاسبته عليها يوجد عنده نوعاً من الإعزاز لك وعرفان الجميل.
هذا كما أن احترامك لرأي زوجك يوجد عنده شعوراً بالاحترام لك والارتياح لطبيعتك بل والامتنان أيضاً منك. وما أجمل هذه المشاعر إذا دخلت الحياة الزوجية وكم تحدث من شعور بالسعادة والارتياح.
كما أن النقاش بين الزوجين إذا ما تكرر، فإنه يؤدي دائماً إلى تعكير الحياة الزوجية، وقد يؤدي أحياناً إلى جدال حاد يحدث خلافاً كبيراً بين الزوجين أو ربما خصاماً غير مأمون العواقب، إذ أن (مستعظم النار من مستصغر الشرر) كما تقول الحكمة الشائعة.
لذلك عليك أن تتحكمي بأعصابك عند اختلاف رأيك مع رأي زوجك في شيء، أو عند تباين نظرتيكما إلى أمر من الأمور. ويجب أن لا تسترسلي معه في النقاش حفاظاً على صفاء حياتكما الزوجية التي فيها سعادتكما وسعادة أطفالكما.
ومن المتاعب التي يجب أن تريحي زوجك منها فلا تخلقيها في جو البيت هي الفضول، أظن أنه قد حان لنا أن نتخلص منها بعد أن تثقفنا وتنورنا والتحقنا بركب المدنية الصاعد. ولكن مناداتنا بهذه الأمنية لا يكفي ونحن ـ كما يبدو ت ما زلنا من أنصار الفضول في خارج بيوتنا وفي داخلها وخاصةً مع أزواجنا. إذن، بالنسبة لهذه الحقيقة، لا يسعني إلا أن أهمس في أذنك بهذه النصيحة، وهي أن الرجال أعدى أعداء الفضول وخاصة الأزواج الذين يأتون منازلهم ليرتاحوا فيها بعد أعمالهم المتعبة لا ليسمعوا سيلاً من التحقيقات ليس له أول وليس له آخر يصب في آذانهم عن أعمالهم وحركاتهم وسكناتهم وطبيعة مشاريعهم وغايتهم منها ونتائجها، ومن زاره في عمله وسبب الزيارة وتصرفاته معه، ولعلك تساءلين معي كم سيتضايق من هذا التصرف، والكثير من النساء يكررنه يومياً مع أزواجهن هكذا بغير استعمال قليل من الذوق.