كنّا أطفالاً نرى كل شيء من خِلالِ براءتِنا ، كنّا نظُن أننا حينَ نكبَر سنُحَقّق كل أحلامنا ، كل ما بخاطِرنا، لم نتوقّع يوماً أنّ تلكَ الحياة ستَستقبِلُنا بكُل هذه الصفعات عندما نكبَر، وتأخذنا إلى أماكِن لا نريدُها ولم نتمنّاها يوماً.. لم نتَخَيّل أنّ وجوه كل ما حولَنا كانت مزيّفة.. وأنّ أقنعتهم كلها سقطَت في موقف واحد.. وسقطوا معها جميعهم.. أعيدونا إلى طفولتِنا ولَو ليومٍ واحدٍ نحتاجهُ بشدة ليحتَوي ما في قلوبنا، ويُصلِح كل ما أفسدَهُ الرّشد المزعوم بالنضج..أعيدونا إلى طفولتنا التي كانَ أكبر همومِنا أن نُخَبّئ عن أمهاتنا الكأس الذي حطّمناه بشَقاوَتِنا.. آه كم غيّرنا النضج وهرِمنا في أَوجِ شبابنا.. كم من الأحزان نجحنا في كِتمانها.. كم من التأَوّهات التي اختَنَقنا بها دونَ عِلم أحد من عائلتِنا.. ادّعَينا أننا بخَير وكل ليلةٍ قبلَ أن ننام نبكي أشلاء قلوبنا المُحَطّمة.. ووَحدَها وسائدُنا الشاهِد علينا..