التغافل نوع من أنواع الإحسان ، هذا إن أدرك المتغافل ما يفعله
وكان بإرادة حرة منه..
فالمتغافلون هم أناس إما محسنين ، أو فقط هم أناس يوجهون تركيزهم وطاقاتهم للأمور الأهم في حياتهم..
وهذا يحدد محيط إدراكهم ويصرف انتباههم للأمور المنتقاة بعناية..
فلا يسمحوا إلا للمهم فقط بالعبور لمجال إدراكهم ..
نعم هم يسمعون ما يقال لهم أو عنهم ، ولكن لا تتجاوز الكلمات آذانهم..
فلا تجدهم يتجاوبون مع صغائر الأمور بالنسبة لهم..
هناك نوع آخر من المتغافلين وإن كان قليل ، وهم الذين لا يفهمون الإساءة ويحسنون الظن بالجميع ، فالتغافل بالنسبة إليهم شئ تلقائي لا يبذلون فيه مجهوداً أو تفكيراً..
التغافل فن يتقنه من اختار الإحسان سبيلا..
ومن استطاع إعطاء الدنيا حجمها..
ومن رتب أولوياته وركز عليها وشغل نفسه وتفكيره بها ..
ومن كان لطيفاً بنفسه ..