من الشائع جداً حدوث نوبات الغضب عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-3 سنوات، وذلك بسبب بدء تطور المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال في هذا العمر، حيث لا يمتلك الأطفال في كثير من الأحيان الكلمات للتعبير عن المشاعر الكبيرة التي تعتريهم، كما يلاحظ الأطفال بأن الطريقة التي يتصرفون بها يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يتصرف بها الآخرون تجاههم، لذا فإن نوبات الغضب هي إحدى الطرق التي يعبر بها الأطفال الصغار عن مشاعرهم، ويحاولون من خلالها فهم أو تغيير ما يحدث حولهم.
يمكن أن يعاني الأطفال الأكبر سناً من نوبات الغضب أيضاً، وقد يكون سبب ذلك هو عدم تعلمهم بعد طرقاً أكثر ملائمة للتعبير عن مشاعرهم والتعامل معها، ولكن من حسن الحظ تميل نوبات الغضب إلى الانخفاض مع تحسن المهارات اللغوية للطفل، وفيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نوبات الغضب عند الأطفال:
الحساسية البالغة مما يؤثر على مدى سرعة وقوة رد فعل الأطفال على الأشياء التي من حولهم مثل تعرضهم للأحداث المحبطة، فالأطفال ذوي الحساسية الزائدة هم الأكثر عرضة للإصابة بنوبات الغضب.
إحساس الطفل بمشاعر الجوع، والإجهاد التي يمكن أن تجعل من الصعب على الأطفال التعبير عن مشاعرهم.
وقوع الطفل بمواقف يصعب التغلب عليها، حيث قد يواجه الطفل الصغير صعوبة في التعامل مع طفل آخر أكبر منه سناً إذا قام بأخذ لعبته.
اجتياح الأطفال مشاعر قوية كالقلق، والخوف، والخجل، والغضب التي يمكن أن تكون محطمة لنفسيتهم وتؤدي إلى انهيارهم.
كيفية التخفيف من حدوث نوبات الغضب عند الاطفال
يمكن القيام بما يلي لتقليل حدوث نوبات الغضب عند الأطفال:
الحد من التوتر، حيث أن الأطفال المتعبون، والجياع، والمجهدون من ممارسة الأنشطة اليومية هم الأكثر عرضة للإصابة بنوبات الغضب.
إعطاء الكثير من الاهتمام الإيجابي للطفل، فعندما يقوم الطفل بفعل شيء صائب، ينصح بمكافأته والثناء والاهتمام بسلوكه الإيجابي.
تفهّم مشاعر الطفل والتناغم معها، حيث إذا كان الأهل على دراية بمشاعر أطفالهم سيكونون قادرين على التمييز والانتباه لأوقات احتمال إصابة الأطفال بنوبات الغضب، وبالتالي محاولة صرف انتباههم قبل حدوث ذلك، ومساعدتهم على إدارة مشاعرهم.
محاولة إعطاء الطفل السيطرة وإمكانية الاختيار في المواقف البسيطة، مثل سؤاله عما إذا كان يرغب بعصير التفاح أم البرتقال؟ أو هل يرغب بتنظيف أسنانه قبل الاستحمام أم بعده؟
تحديد أسباب نوبات الغضب ومحفزاتها، فعلى سبيل المثال قد يعاني الطفل من نوبة الغضب عند التسوق، فبذلك يصبح الأهل قادرين على التخطيط المسبق للتعامل مع النوبة، وتغيير البيئة المؤثرة على الطفل، لتجنب حدوث تلك النوبات، فمثلاً قد يساعد أخذ الطفل لقليولة قصيرة وتناول وجبة خفيفة قبل التسوق في تجنب إصابته بنوبة الغضب.
التحدث مع الطفل عن مشاعره، فعندما يعاني الطفل من مشاعر قوية لا يستطيع السيطرة عليها يمكن لأهله مساعدته في تحديدها ومعرفة سببها، فعلى سبيل المثال يمكن سؤال الطفل: هل رميت لعبتك لتعبر عن أنها لا تعمل؟ ماذا يمكنك أن تفعل الآن؟