من أثمن اللحظات في حياتك ، هي لحظة الخلوة مع النفس وجهاً لوجه دون زيف..
حين يبدأ ذلك الحديث السري ، ومن خلال الإتصال بينك وبين نفسك ، ذلك الحوار الداخلي وتلك المكالمة الإنفرادية التي تقوم بها حين يصغي الانسان إلى نفسه ، ودون أن يخشى أذناً أخرى تسمعه أو تتلصص على الخط..
ذلك الإفضاء بينكم ، والإفشاء والطرح الصريح من الأعماق السحيقة بداخلك ، إلى سطح الوعي والإدراك في محاولة منك مخلصة لفهم نفسك..
وهي لحظة من أصدق اللحظات التي تمر عليك ..
إن الحياة تتوقف في هذة اللحظه تماماً ..
لتبوح لك بحكمتها وتكشف لك عن حقيقة نفسك..
والزمن يتوقف ليعطي لك ذلك الشعور بالحضور ، حيث لايجوز لك الكذب أو الخداع أو التزييف..
إننا نكتشف ساعتها أننا عشنا عمرنا من أجل هذة اللحظة..
وأننا تألمنا وتعذبنا من أجل أن نصل إلى هذة المعرفة الثمينة عن أنفسنا..
وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة ، فتكون قيمتها بالعمر كله ، أنها الحقيقة الواضحة..
أما إذا تأخرت ولم تأت لك نهائياً ، فقد ضاع العمر منك دون معنى ودون حكمة..
إن كل شئ زائل..
ونحن الذين نعطي الأشياء قيمتها وأهميتها..
ثم نتألم ونتعذب في حالة عدم الحصول عليها ..