الكرم والجود، كلمتان ارتبطتا ببعضهما البعض لدى القبائل السعودية، فالجميع يتنافس عليها بدافع الأجر وكسب السمعة الحسنة بين أفراد قبيلته أو مجتمعه، وامتدت العادتان لقرون لتستمر إلى عهدنا الحاضر، حيث كانت القبائل قديما تتنافس على إكرام الضيف، كما أن للبعض منها عادات وتقاليد كثيرة طالت ولائم الضيف، لتطرزها بمعنى الجود، مع حرصهم على عدم تكرار التقليد، بل إن البعض من التقاليد المصحوبة بالضيافة تدعو للاستغراب، وقد يصل البعض منها الإسراف بكل أشكاله، أو خلق تقليد يجبر الكثيرين على تكبد خسائر فادحة بدافع نيله المديح والثناء من الضيوف وأفراد القبيلة.
وبحسب صحيفة “مكة” يقول المهتم والباحث في تاريخ القبائل “عبدالله العتيبي”: “ما زالت بعض القبائل تنساق خلف بعض العادات والتقاليد في الوقت الحالي كنوع من أنواع التميز والاحترام والكرم، حيث جرت العادة عند البعض من القبائل على تقديم وليمة للضيف عبارة عن خروف، فتمنع القبيلة الضيف من أكل عين الخروف أو نقرها من مكانها، ففي حال ورد الضيف على المأدبة وأكل ما امتنع عنه، فهي تعد كإيماءة أو شيفرة لتعييب الطعام إما من ناحية نوع الذبيحة أو نوع الطبخ، والتي تعني أنه يجب على المضيف ذبح خروف آخر لإرضاء الضيف، بل إن البعض منهم يطلب العذر من ضيفه بسبب ما قدم له”.
وتابع “العتيبي”: هناك قبائل أخرى تقدم الطعام لضيفها بطرق غريبة، حيث تقدم الدعوة إلى جميع الأقارب والأرحام عند قدوم الضيف، وبعد أن تقدم الطعام له يمتنع الجميع عن الورود معه بغرض تركه وحيدًا ليأكل بكل أريحية، وذلك ظنًا منهم أن مشاركتهم له ستسبب له الإحراج والإزعاج، بينما هناك أفراد من قبائل أخرى يذبحون الخراف باستمرار في الغداء والعشاء وتقدمها للضيف طيلة بقائه في منزل أحدهم كما جرت عليها العادة منذ القدم، في حين أن هناك قبيلة أخرى تسكب السمن البلدي الطازج على يد الضيف عندما يتقدم لأكل طعامه، وذلك نوع من الكرم والجود المتأصل لديها.
.