إن العائلة لها دور تكاملي في توجيه أفرادها، والمعروف اجتماعيًا أن الوالدين لهما الدور الأكبر في حياة الأبناء من حيث التوجيه والإرشاد، وتشكيل بعض السلوكيات والتصرفات وضبطها بما فيه مصلحة للأبناء بحيث لا تخرج عن المألوف وأن المجتمع العربي يمتاز بحرصه تجاه الأشقاء الذكور وتفضيلهم على الإناث، فلا ضير أن يكون الأخ حريصًا وصاحب نظرة إيجابية في توجيه النصح لأخته بما فيه مصلحة لها، ولكن لا يوجد شيء اسمه تحكم مطلق نظراً للسلبية التي يتركها في نفس الأخت.
يؤكد الدكتور عادل نجيب أستاذ الطب النفسى أن سيطرة الأخ مشكلة تعاني منها بعض الفتيات في المجتمعات العربية، نتيجة النظرة الدونية التي تقلل من شأن الفتاة داخل الأسرة، فيصبح الابن هو صاحب الكلمة والقرار وهي ملزمة بطاعته حتى لو كان على حساب حقها في أن يصبح لها كيان وشخصية مستقلة داخل الإطار الأسري وأن ذلك قد يؤدي إلى محو شخصيتها وتشكيلها حسب مزاجية الأخ أو الأب، وهذا له ناتج سلبي في شخصية الأخت أو الابنة.
ولكنْ أن يتم التناصح بين الأخ وأخته والتشاور المبني على الإقناع في تشكيل سلوك أو تعديل بعض القناعات خشية من الوقوع في الخطأ فهذا أصل طيب في العلاقة أما التحكم السلبي المطلق المبني على الاصطدام والتملك أو فرض الشيء بالقوة، فهذا مرفوض ويجب على العائلة أن تواجه الابن المتحكم بتفسير وإيضاح أسلوبه الخطأ وتبصيره بالأسلوب الناجع في علاقته بأخته, مع التقدير على حرصه وخوفه عليها كما أن سيطرة الأخ على أخته تأتي في أغلب الأحيان من خوفه وغيرته عليها.
وأحيانًا أخرى تأتي نتيجة حب السيطرة والتحكم في الآخرين وممارسة السلطة تقليداً لوالده وأنه يجب على الأخت ألا تستسلم لذلك وتواجه تلك السلطة الأخوية السلبية بمحاولة شرح وإفهام وجه نظرها، ورفضها لهذا الأسلوب, والاستمرار على ذلك مع إثبات حسن تصرفاتها وسلوكياتها المنضبطة واختياراتها الإيجابية وقوة شخصيتها.