صرخت صرخه مملوءة بالفرح وعينيها تدمعان من الحلم المنتظر منذ سنين انا حامل خبر لم تستطيع تصديقه و الزوج ليس أقل فرحا منها وأخيرا حملت وتمر ايام الحمل بسلام و فرحتهم المغموره بالطفل الذي يأتي واختلافهم على أنه ولد او بنت وتسميته وأتى اليوم المنتظر ولدت بنت وكانت الصدمة انها خرساء شعور صعب وصفه فرحه ممزوجة بالحزن صرخت الأم صرخه ليست أقل من صرختها حين خبر حملها بل صرخه مملوءة بالحسره والقهر كانت صدمة تعجز عقولهم عن تصديقها تبكي الأم ابنتي بخير ليس بها سوء انتم كذابون ليتني لم احمل ليتني مت قبل أن أعرفها ليتها ماتت قبل أن تولد وأتى الزوج المنهار ولكن لابد أن يكون قويا وقام بمواستها انه امر الله وان الله اذا احب عبدا ابتلاه وارتاحت بعد أن نشفت دموعها وهي ترى ابنتها خرساء ليست كباقي البنات لا تستطيع اللعب معهم ولا الضحك ولا حتى البكاء مثلهن وخرجت الخرساء برفقة والديها بعد أن أخذوا التعليمات من الطبيب تأقلموا مع وضع ابنتهم الخرساء بصعوبة
مرت الأيام وتكبر الخرساء ويكبر هم الأبوين وحاول الزوج مع الزوجه أن ينجبوا اطفال ليكونوا عون لها بعد مماتهم وكل محاولاته باءت بالفشل لانها أصيبت بحاله نفسيه خوفا من التجربه وحين وصول الخرساء إلى السن الثالثه عشره ماتت الأم وأوصت الأب أن ابنتي لا ترى الضيم بعدي ماتت خايفة على ابنتها ومرت الأيام ثقيلة على الأب لا يستطيع أن يعيش حياته بسلام القلق ياكله أينما ذهب بالرغم من محاولات الخرساء انها بخير وأنها تستطيع الاعتماد على نفسها لا يستطيع الذهاب يوميا إلى العمل خوفا عليها لأنها خرساء وأبناء الجيران يعلمون بذلك وهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها لا بالصوت ولا بالقوة صحيح انها خرساء لكن الله اذا اخذ يعطي اعطاها جمال لولا انها خرساء لتسابق عليها الخطاب وأهمل الأب عمله وأرسل له تهديدات بسبب الإهمال الزايد و قرر أن يتزوج وبدأ باخت زوجته التي رفضت وقالت انا لست عامله من ذوي الاحتياجات الخاصه حتى أعتني بها وكانت كالسكين تغرز في قلبي فقررت عدم الزواج وأتت أم زوجتي ورشحت لي واحده ومع الإصرار الملح وافقت وتزوجت كانت شيطان بصورة ملاك كانت تترقب ذهابي وتستغل ضعفها وتجبربها على العمل في البيت وأشغال شاقه ولم أعرف عنها لا تلوموني لو تروها لانخدعتم بها مرت الأيام وحملت الزوجه الثانيه وكانت الفرحه كالأرض المقطوعة من الغيث ونزل الغيث بغزارة فرحه تعوضه كل أيام الحرمان والقهر واستغلت الزوجه هذه الفرصه وقامت بانجاب أكثر من ولد وأصبح الأب فرحا بالابناء وبدأ باهمال الخرساء تدريجيا الى ان وصل الى انه لا يراها الا في ايام متباعده حتى وصل الى ان يراها بالصدفة احيانا ولم تنته الزوجه من مضايقة الخرساء بل وصل إلى الضرب المتكرر لافته الأسباب ولكن لم تعلم ان الله يرى وياخذ حق الضعيف وكانت الخرساء صابره وهي ترى أبيها سعيدا باخوتها لم تكره الزوجه الخرساء إلا أنها ترى الزوجه الأولى بكل مواصفاتها وكانو الضيوف يمدحون جمالها وانها تشبه امها كثيرا كانت تشتعل غيضا وكانت الخرساء تصبر وتتألم بصمت وجاء اليوم المفجوع ماتت الخرساء بعد ان صلت الفجر ماتت وهي نايمه وذهب الأب بها إلى المستشفى وطلبوا حضور الأب ولما أتى وجد بعض الكدمات على جسمها كدمات غير طبيعيه خرج مسرعا وركب السياره وتوجه إلى البيت وهو مفجوع من منظر ابنته وكيف نسيها وانشغل عنها وتذكر وصية امها حين قالت ابنتي لا ترى الضيم بعدي لم يستطع تصديق الموقف المشاعر متداخلة مع بعضها ولما فتح الباب وجدها جالسه ببرودها المعتاد وهجم عليها كالثورالهايج وهي تصرخ وتستنجد وهو يضربهاىبعمق وبحرقه وهي تحلف كاذبه فضربها إلى أن أغمى عليها
وأصيب باعاقه مستديمه اما الأب فسجن وأما الأبناء رفض خالهم استقبالهم بسبب فعلة أبيهم الشنيعة فاخذهم أحد الأقارب ليربيهم إلى أن يبلغو سن الرشد اما امهم لم يحتمل خالهم مشقتها فاخذها إلى دار الرعاية وماتت هناك وشيع انها ماتت بسبب التعذيب