مشكلة "الأب غير المسؤول"

مشكلة "الأب غير المسؤول"

تشعر الأم بضغط كبير إذا وجدت من الأب تصرفات غير مسؤولة، فهي تنتظر أن يتمتع شريك حياتها بالإحساس الذاتي بضرورة تحمل الأمانة والمشاركة بجدية وفعالية في تربية هؤلاء الأبناء، ويتجلى هذا الإحساس بعدم المسؤولية من خلال أن يكون هذا الأب مفضلاً لرغباته واهتمامته على حساب احتياجات الأبناء، أو أن يكون هذا الشريك عاجزاً عن توفير البيئة الآمنة الصحية المشبعة التي تضمن تنشئة الأطفال على النحو السليم المأمول.

هذا الحال يدع الأطفال معرضين لخطر تدني مستويات التحصيل الدراسة وكذلك خطر المشاكل العاطفية والانحراف السلوكي، في حين ينبغي بذل كل جهد ممكن للسماح للطفل بأن يكون على علاقة سليمة مع كلا الوالدين.

وتدرك الأم بمرور الوقت وتحت ضغط الواقع أن "الأبوة غير المسؤولة" لا يمكن السكوت عليها وأن الأمر يحتاج إلى قرارات وخطوات لاتخاذها.

وقفة تفاهم

يجب أن تدركي أن استمرارك في حالة الضيق وعدم الاستقرار ستدفع بك نحو المشكلات الزوجية، لا بد من وقفة هادئة للحوار والتفاهم، احرصي من خلالها على أن تتحدثي بصيغة الجمع "نحن"، وألا تشعري زوجك بأنك تؤدبيه وتوبخيه، أو أنك لا تحترميه.. إذا كنت تريدين الوصول للنتائج فاستخدمي لغة رقيقة حكيمة واجعلي طرحك غير انتقادي بقدر ما هو مليء بالتركيز على مصلحة الأبناء.

ضعا سويا خطة تحدد مسؤوليات الأبوة والأمومة وترسم الخطوط العريضة للاتفاق حول كيفية التعامل مع الاحتياجات الأساسية للطفل، مثل الرعاية الطبية والتعليم، والنوم، والنظام الغذائي، والحماية والحب والتوجيه.

وينبغي أيضا أن تحدد تفاصيل أخرى مثل كيفية التعامل مع الأطفال في أيام العطل والإجازات، ومن خلال الجلوس مع الزوج يمكن إخباره بأسلوب واضح وسلس أن التفريط في أداء حقوق الأطفال لا يعني المزيد من الحرية في حياته ولن يحقق له راحة البال إلا بصورة ظاهرية وعلى المدى القريب فقط، لكن بمرور الوقت سيبدأ الأب غير المسؤول في دفع ثمن هذا التقصير وهذا التنصل من الواجبات.

فشل الحوار

أحيانًا قد يتعذر الجلوس بشكل راق والحديث المتبادل بحكمة بين الأبوين حول مصلحة الأبناء، فقد يكون الزوج رافضًا للسماع، أو غير مدرك لوجود مشكلة بالأساس.. أو أنه يعاني من قدر كبير من الأنانية، وهنا تضطر الأم إلى اتخاذ خطوات أكثر عملية من قبيل التوقف عن المسارعة بحل المشكلات التي تعترض حياة الأبناء، لأن هذه المسارعة جعلت الأب لا يكترث بالتدخل ولا يحرص على المشاركة، فهو قد اعتاد أن الأم لن تتحمل أن ترى أطفالها في مشكلة معينة وستتدخل وتبذل قصارى جهدها لإنهاء المشكلة.

أشركيه في حياتهم

إشراك الأب في الحديث عن واقع الأبناء اليومي وما يعايشونه من مستجدات على مستوى المدرسة والنادي والبيت، هذه المشاركة الوجدانية بالطبع تقع على عاتق الأم ويكون لها تأثير كبير في حمل الأب على التدخل بصورة أكثر جدية في حياة أبنائه، مما يعني أن الأم هي القادرة على خلق قنوات التواصل الفعلية بين الطرفين وهي القادرة على أن تجعل الأب في كهف معزول عن واقع حياة الأبناء مما يقوده في النهاية إلى التخلي عن تحمل مسؤولياته تجاههم بالكامل.

شكرا لك العراب على مرورك

يسعدني حضورك ومتابعتك