بدأت فكرة الحرب الناعمة منذ عهد ملك فرنسا لويس التاسع الذي أوصى الصليبين أن يغيروا خططهم لغزو البلاد العربية والإسلامية وأن يتحولوا من الغزو العسكري إلى الغزو الفكري فكانت بداية الحركة الاستشراقية.بعدها وإبان الحملة الفرنسية على مصر وبعد أن يتعرض نابليون لانتقادات من بعض الكتاب والصحفيين قال إني أرهب صرير القلم أكثر من دوي المدافع أما في التاريخ المعاصر كان لافتاً ما قاله مناحيم بيغين وينم عن مخاطر جمة يجب أن نلتفت لها جيداً فقد قال هذا الصهيوني في إحدى مؤلفاته يجب علينا أن نعمل ولنعمل بسرعة فائقة قبل أن يستفيق العرب من سباتهم فيطلعوا على وسائلنا الدعائية فإذا استفاقوا ووقعت بأيديهم تلك الوسائل وعرفوا دعامتها وأسسها فعندئذٍ سوف لا تفيدنا مساعدات أمريكا وتأييد بريطانيا وصداقة ألمانيا وهناك الكثير من تلك النماذج ما يوصلنا إلى نتيجة واحد هي أن فكرة الحرب الناعمة ليست مستجدة أو جديدة لكنها تتطور وتتبلور في أشكال جديدة.تحطيم قيم وأخلاقيات الشعب الذي توجه إليه هذه الحرب.إرباك نظرته السياسية وقتل معتقداته ومثله التي يؤمن بها.إعطاء الدروس الجديدة ليؤمن بعد ذلك بكل ما نؤمن به.زيادة شقة الخلاف بين الحكومات وشعوبها.غرس بذور التفرقة بين أبناء الشعب الواحد.ويختم أن الوصول إلى قرار علمي لكيفية ممارستنا لهذه الحرب الخاصة ترتكز على جانبين الأول الإعلام ودوره والثاني الأحزاب والتيارات السياسية.طرق هذه الحرب وأساليبها لكي تنجح تلك الحرب فهي تحتاج إلى تحصيل المعلومات.دراسة المعلومات.تقييم المعلومات.وضع الخطط.ومن ثم الهجوم الثفافي علي هذه الشعوب وتغيرها.وتشكل إطار عام من الأنماط والسلوكيات الثقافية والتي تسعى من خلالها الدول لنشرها على المستوى الخارجي من اجل تحقيق أهداف معينة.فالقوة الناعمة ينظر إليها كأداة بديلة عن القوة الصلدة والتي تشكل الأداة العسكرية جانب كبير منها في تحقيق المصلحة القومية الدولة في السياسة الخارجية.فقد أختلفت الدول على أدوات تنفيذ السياسة الخارجية وفق الأهداف والوسائل والموارد والنطاق الزمني والمكاني و صناع القرار الخارجي.فالقوة الناعمة تنطلق إلى مجموعة العادات والسلوكيات المختلفة في الدولة والتي تحاول نشرها وفق ما أصطلح على تسميته بالغزو الثقافي.فقد لجأت الولايات المتحدة في إتباع سياسة خارجية متنوعة ذات أهداف ثابتة وفق منظور المصلحة القومية الأمريكية فأنطلقت من خيارات القوة العسكرية والاقتصادية إلى القوة الناعمة.حيث شكلت القوة الناعمة في مرحلة تاريخية معينة أحد الوسائل المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية بجميع مكوناتها ومدلولاتها.