KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 200873 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
| موضوع: دقت عقارب ساعة اللقاء الثلاثاء 27 مارس - 19:03 | |
| الساعة الآن الثالثة منتصف الليل ... هدوووء تام ...لا تسمع سوى اصوات انفاس النائمين ... منهم المتعب.. ومنهم من هو يبحر في احلامه ... الاضواء مطفأة ... صوت دوران المروحة هو السائد في هذه الاجواء ... رنّ منبّه ساعتها .... على التوقيت المعتاد كل ليله ... اطفأته ومسحت وجهها بيديها وذكرت ربها ... وقامت بنشاط ... ليس بكسل ... لانه الوقت الذي تلتقي به حبيبها ... تشكو له همومها ... وحده يسمعها ، يفهمها ، يساعدها رغم انه يعلم ما بها ... انتقت هذا التوقيت بالذات كي لا يسمعها احد ... فهذا سرّ لا تريد ان يكتشفه احد ... قامت من فراشها ... غسلت وجهها ونظرت الى مرآتها ابتسمت ... دخلت حمامها وتوضأت وفرّشت اسنانها ورتبت شعرها .. ومشت على اطراف اصابعها ... لا تريد من احد ان يسمع خطواتها ويكتشف امرها... مشت بخفة ... فتحت خزانتها وسرعان ما ابتسمت وهي ترى العباءة الجديدة التي اشترتها دون ان تخبر احد ولا تريد ان يراها بها سواه ... وحده هو الوحيد الذي يستحق ان تلبس جديدها عنده .. ارتدتها بخفّة .. ورشّت من عطرها الطيب .. واتجهت الى اسفل سريرها وأخرجت صندوقا ذهبي اللون ... اخرجت منه سجادتها واتجهت نحو القبلة فرشتها وكبّرت والابتسامة لا تغادر ثغرها وكأنها اعتادت ان تأخذ وضعها عليه كل يوم ... واساريرها منفرجة كيف وهي الآن تقف بين يديه ... اجل ماذا وهذا اللقاء السرّي المعتاد .. واللهفة تزداد له في كل مرة اضعاف التي سبقتها .. بدأت تقرأ الفاتحة بصوتها المريح بهدوء وبرويّة ... وركعت وسبّحت واطالت ثم قامت حتى استقامت .. ثم كبّرت من جديد ..وسجدت ... لا اقصد اقتربت ... بل كل القرب منه .. سبّحته ورفعت حتى اعتدلت ثم سجدت من جديد هكذا حتى اتمّت صلاتها ... ركعتين فقط .. سلّمت وجلست ..... الآن وقت النقاش ... بدأت تسرد له تفاصيل يومها ... وهو يسمعها ... رغم انه يعلم كل ما تقوله وكل ما ستقوله ... ولكنها مع ذلك تحب ان تشاركه كل شيء المفرح والمحزن ... تشكو له الهموم .. تخبّره عن حادثة سمعتها وتأثرت لاجلها ... تدعوه ليساعد احبتها ... تعتذر له بانكسار عن تقصيرها معه .. هي تعلم كل العلم انه يسمعها ... هي متأكدة انه يراها ... تشعر به بقلبها ... بروحها ... تشكو له قلّة حيلتها ... ضعفها ... وجور الدنيا عليها ... وقسوة الذئاب من حولها .. تخبره كل شيء وتطلب منه كل شيء ... بقيت على هذا الحال ... بوح ثم شرح ... الى ان اخرجت كل ما في جوفها ... وعبّرت عمّا يحتبس بين اضلعها ... ثم بدأت بالاستغفار الى ان ناداها المنادي للقاء جديد .. مع الحبيب .. القريب ... المجيب ... قامت واستعدت وقضت فرضها ... وهي مرتاحة البال .. مسرورة الخاطر ... لأنها تعلم انه لن يتركها وطالما استغاثته فكيف لا يغيثها ... سلمت بعد فرضها .. وسحبت مصحفها ... بل كتاب حبيبها الذي اهداها إياه ... وقرأت وردها المعتاد .. وما ان انتهت حتى اغلقته برفق ورقّة وضمّته الى صدرها بكل حب ... وقلبها ينبض بالراحة ... تناولت عطرها وعطرته كالعادة واعادته ليزيّن مكتبها ... ودخلت في فراشها وما ان وضعت رأسها على وسادتها حتى ابتسمت وتذكرت حبيبها الذي معها في كل تفاصيل يومها ولا يمكن ان يأتي يوم ولا تجده ... دائما آخر ما تفكر به قبل نومها هو ... قرأت اذكارها واستسلمت لباريها ونامت ... لتستيقظ امها الساعة الثامنة وهي غاضبة .. كيف لم توقظها ابنتها على السابعة ... توجهت لغرفتها لتفهم امرها ... طرقت الباب عدّة مرات ولكن ... ما من مجيب ... فتحت الباب مستغربة وجدت ابنتها نائمة ... امرٌ غريب فهذا ليس من عاداتها ... اقتربت منها ... تفاجأت من هدوء انفاسها ... نادتها مرة مرتين هزّتها بقوة وما لبثت طويلا الى ان استوعبت ان فلذة كبدها قد سلّمت روحها لباريها ... وما امامها سوى جثة هامدة ..، لم تبكي ... لم تحزن ... فهي موقنة من مصير ابنتها .. واثقة من تربيتها لها ... حزّ بخاطرها فِراقها قليلا ... ولكنها مؤمنة موقنة كل اليقين ان موعد اللقاء غدا بالجنة انشاء الله..... |
|
KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 200873 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
| موضوع: رد: دقت عقارب ساعة اللقاء الثلاثاء 27 مارس - 19:03 | |
| |
|
العراب قلم ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 60674 تاريخ التسجيل : 30/09/2013
| موضوع: رد: دقت عقارب ساعة اللقاء الثلاثاء 27 مارس - 21:10 | |
| |
|
KEEM الإدارة الإشرافية
عدد المساهمات : 200873 تاريخ التسجيل : 10/09/2013
| |