يا قاذف الحمم من علياء
لقد زرعت الموت في كل الانحاء
ان كنت تريد فنائي
فاني ميت
وما انا إلا بضع من اشياء
مات اهلي وأبنائي
ومسكني كوة تحت انقاض
ظلمة قبر
وبرودة حديد
جوع وعطش حد الاغماء
وأول الصعقة
حنطتني كما المومياء
ورجلاي تركتهم ذات فداء
لأجل وطن تغتالونه اليوم
باسم الحرية
باسم الانتماء
لما كل هذا الحقد؟
لما كل هذا الغل ؟
اتعرفني ؟
انا لا اعرفك
ولربما كنت صديقا من اصدقائي .
يا منتشيا بعذابي
ما ذنب صغار
لم يعرفوا من الدنيا غير دفء الاباء؟
ما ذنب عجائز ركعا
يستجدون رب السماء ؟
ما ذنب رضيع
يلهو بلثم الاثداء ؟
ما ذنب صغيرة بعفويتها تسألني
اين جيشنا يا ابتي
يرد عنا كيد الاعداء
امسح على رأسها قائلا
يا بنيتي نامي غدا ستفرج
وكان اخر ليلة لها وأخر استجداء
قضت وأنا اهمس لها
ان هؤلاء يا بنيتي ...
تتر العصر الجديد
يعيشون على سفك الدماء
بأي ذنب قتلوا ؟
الكل صار كومة لحم
تسبح في لجج من الماء
كقطع لحم في مرق الاناء
اين ايمانك ؟
اين انسانيتك ؟
لن تقتلني مرتين
قد خذلني حتى بكائي
فلم اعد امتلك اي شيء
غير لسان رطب بالدعاء
جلجالا بالشكر والثناء
لرب السماء
على نعمة الصبر
في محنة الابتلاء
وتلك نعمة تمنها علي
ابدا لن تجدها يا من تحوم في السماء
لربما مت قبلي
ولربما مت بعدي
من مات قضى بأجل
ولكنك اتعس الاشقياء
وغدا في عز اللقاء
عند حكم عدل القضاء
سوف تستجديني ولن اسمعك
وسوف تسألني ولن اجيبك
وسوف اقتص من دمائي
وحينها ستساق مع الزبانية
الى جهنم الحمراء
وسأخلد بإذنه في الجنان الخضراء
مع النبيين والصديقين والشهداء