الحرمان
----------------------------------------------
تتوق النفس دوما الي الاشياء الصعبه المنال
تجد سعاده بالغه في السعي اليها
تتخطي الصعاب بكل حب وقبول
وتتجاوز العقبات بروح جسوره
لاتقبل ابدا ان يمنعها عائق
او يحيل لمبتغاها سبب مهما عظم
تستعيد من قواميس الحياه
باب الحيل ناره وباب الاقدام تاره اخري
فاذا ماااوصد بوجهه كل الابواب
واتعبته الاقدار عن الوصول
تطلع الي من بيديه مفاتيح الامور
جاءه متضرعا باكيا متوسلا بكل الاسباب
فاذا استجاب واكرمه واسبل عليه من نعمه
قرت نفسه وسعدت روحه وبكي شاكرا
واذا حجب عنه مايطلب تغير وجهه
قبل ممتعضا وهو جاهل لايدرك الحكمه
تعبث بنفسه الاسباب وعدم الرضا
لايستوعب اسباب المنع المؤكد
لايعي وقد نظر الي اسفل قدميه
كل الاحوال التي نمر بها كلها خير
اذا ماعلمنا حكمتها شعرنا بالندم
وقد حجبت عنا كل بواطن السعاده
فكيف نقلق ونحن عباد للحكيم
يصيبنا من رحمته بكل حال
ويعفينا من مصائب الدنيا كل اوان
فاذا مارضينا برزقه وان ضاق
تبدل حالنا الي سعه وبركه
فالخير يكمن في بواطن الشر
والسعاده في الاحساس بما نملكه
والعطايا لاتدركها بحسابات القيمه
يكفيك شعورك بالامتنان لها
والفرح الذي يملئ قلبك بها
تحصل علي رزقك كاملا
لا ينقصك منه خردله ولا شئ
كل شئ بقدر وفي الموعد المناسب
لتقر به روحك وتسعد به نفسك
اذا ماحرمك من نعمه اعطاك نعم افضل
واذا ماحجب عنك امنيه فالقادم اجمل
الاف البشر يسعدون بالحياه
حين يملئ قلبهم االرضا
يستسلمون للاقدار وقد امنوا بجمالها
ويستجيبون للنداء بكل ايمان
وقد علموا ان من يملك مفاتيح كل شئ
احن عليهم من الام بوليدها
رحمته وسعت كل شئ
فكيف ينسي خلفائه بالارض
اطمئنت نفوسهم فسعدوا
وارتاحت ارواحهم بما اتاهم
اخذوا بالاسباب بكل جهد
ولم تشغلهم النتائج علي الاطلاق
فمرت حياتهم مغلفه بالرضا والقناعه
القليل في يديهم كثير ويفيض
والكثير لم يجعلهم ينسون العاطي
مروا بالحياه كالقناديل المضيئه
زرعوا الدروب بالزهور والعطور
كانوا النقيض من بشر كثيرون
تتعالي اصواتهم في مسالك الحياه
يلعنون الظروف التي حالت بينهم
ويشيعون الي مثواها الاخير
زهور الامل والرضا والقبول
لاهم لهم ولا شكوي ولا نحيب
الا سوء الاقدار وشح الايام
وظلم صار قرين لهم
غشيت عيونهم عن رؤيه النعم
وغفلت قلوبهم عن ادراك العطايا
الكثير في ايديهم قليل بلا فائده
طمس الله علي قلوبهم فهي مغلقه
لايمكنهم ادراك الاسباب والحكمه
لايستوعبون ايدا العداله المطلقه
وقد اصابتهم النعم تباعا وعم غافلون
حتي ما اذا جائت لحظه الحساب
ووضحت الاسباب ولاحت التفاسير
بدا ما كان في نفوسهم من اعوجاج
وقد حصلوا علي رزقهم بلا نقصان
وهم يشتكون سوء حظهم وقله منحهم
ولم يبقي لهم منه الا الحرمان