أبو فراس الحمدانيالحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبوفراس الحمداني، هوشاعر وأمير، وفارس، وابن عم سيف الدولة، له العديد من الوقائع التي قاتل فيها مع سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبّه كثيراً ويأخذه في غزواته ويقدّمه على سائر القوم، وكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام، جُرِح في معركة مع الروم، فأُسِر وبقي في القسطنطينية، ثم فداه سيف الدولة بأموال كثيرة.مات قتيلاً في صدد وهي مدينة (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة، وله العديد من القصائد وأهمها تلك التي كتبت فترة أسره وسمّيت بـــ (الروميات). (1)أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:
أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ! ماذقتُ طارقة َ النوى
وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ
على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا، ما أنصفَ الدهرُ بيننا !
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً،
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ،
ويسكتُ محزونٌ، ويندبُ سالِ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!