قبل يومين كانت الذكرى 27 للانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجارة"، واليوم الضفة على صفيح ساخن مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية والعمليات الفلسطينية من دهس وطعن
و بدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى يوم 8 ديسمبر 1987، وكان ذلك في مخيم جباليا شمال قطاع غزة حين دهست شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين
واستشهد خلال الانتفاضة حوالي 1300 فلسطيني على يد الجيش، كما قتل 160 (إسرائيليّا) على يد المقاومة الفلسطينية.
وخلال أربعة شهور مضوا.. شهدت الضفة الغربية توترا كبيرا بعد انتشار عمليات الدهس والطعن في القدس ومدن الضفة والداخل
وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا بفعل العمليات الفلسطينية منذ نحو شهر، إلى أكثر من 11 قتيلا
وقد نفذ المقدسي عبد الرحمن الشلودي عملية دهس لعدد من المستوطنين في منطقة الشيخ جراح شمال المدينة المقدسة ما أسفر عن مقتل اسرائيليين اثنين وإصابة نحو خمسة بجروح.
بعدها بأسبوع ومساء التاسع والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الماضي فتح المقدسي معتز حجازي نيران سلاحه في محاولة لاغتيال الحاخام الإسرائيلي المتطرف ايهودا غليك، ما أدى إلى اصابته بجروح خطيرة، وصفت اسرائيل الشهيد ميدانياً صباح اليوم التالي.
وبعدها بأسبوع أيضاَ دهس الشهيد إبراهيم العكاري من مخيم شعفاط جمع من المستوطنين، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من خمسة بجروح قبل أن تطلق عليه وحدة من حرس الحدود النار وترديه شهيداً.
وهاجم فلسطيني من مدينة نابلس جمعاً للجنود في مدينة تل أبيب، ما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين، قبل أن تقوم وحدة من الوحدات الخاصة باعتقال الشاب الفلسطيني الذي أصيب بجراح.
وأسفرت آخر عملية عن مقتل 6 اسرائيليين في الهجوم الفلسطيني على المعهد الديني في دير ياسين، والذي نفذه فلسطينيان من حي جبل المكبر بالقدس المحتلة.
وسيدخل اليوم الأربعاء العاشر من ديسمبر التاريخ الفلسطيني مع استشهاد الوزير زياد أبو عين خلال فعالية لدعم المزارع الفلسطيني.
وقد استنكرت القيادات الفلسطينية وقيادات الأحزاب الاعتداء الاسرائيلي الهمجي على الوزير مما ادى الى استشهادة، ودعى الرئيس عباس لوقف التنسيق الأمني.
ففي ظل هذه الأحداث تبقى التوقعات لاندلاع انتفاضة ثلاثة تبدأ من مدن الضفة الغربية؟.
المحلل السياسي حسن عبدو قال لدنيا الوطن: "ما قامت به اسرائيل من جريمة هذا اليوم بقتلها المناضل الوزير الشهيد زياد أبو عين هو جريمة يجب التوقف عندها كثيرا خاصة انها جاءت في اطار احتجاج سلمي دون أي خطر على الاسرائيليين".
أضاف: "اليوم اسرائيل تتبنى الخيار العنصري المكشوف وتريد كامل فلسطين والغاء وجود الشعب الفلسطيني وتصادر الأراضي وتسعى لان تكون القدس عاصمة تاريخية للشعب اليهودي".
وأكد عبدو أن قرار ادانة استشهاد أبو عين هو قرار رسمي وشعبي وذلك سيؤدي الى اشتعال الضفة في ظل قرار وقف التنسيق الأمني.
وأشار عبدو إلى أن الضفة والقدس في مواجهة مستمرة مع الاحتلال وقد تحول كل شارع وزقاق الى مواجهة مستمرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا أن حدث استشهاد أبو عين سيزيد من وتيرة اشتعالها
وبين: "اذا كان قرار وقف التنسيق الأمني قرارا فاعلا سيخلق بيئة غير مواتيه للاستيطان وبالتالي سنشهد تراجعا للاستيطان".
.